بسم الله الرحمن الرحيم

أحببتك . . لكن

بقلم عبد الرحمن محمد عبد الماجد ود الكبيدة

أحببتك

حتى كان غرامك لي وطنا

أتفيأ ظله

وأنا أعلم أن الحب

له استعباد ومذله

لكني مجبول على عشقك

ولذاك فقد اعطيتك كله

وكان الحب وليدا

لم يفتأ يتمطى حلماً

في سرداب عساه ولعله

وتخطى الحب نطاق القلب

إلى روحي . .

يدنو . .

يتدلى

* * *

يا ويحي إذ كنت حسبتك

في منأى عن تلك العزال

لكنهمو تخذوا للحب

منابر أسواق ونِـزَال

كل كتبَ

وخطبَ

ونادى وقالْ:

“هي ليلاي . . وهي ليلاي

لا للكل . . ولا لسواي

ولي في عشقها أعظم غاية”

طول دهرنا قد حلمنا . .

لا لغيرها قد عملنا . .

نحن للحب فداء

فليعد للحب بذل

كان في زمن العطاء.

كلٌّ شرِبَ وطرِبَ وقال:

“أنا من صاغ لها أحلى الأقوال”

“ولها في حضني أمن وسلام”

“ورفاه . . ونعيم ومقام”

“وديار فيها للناس نوال”

“ومحال . .

ومحال أن يسعدك هذا الشاب،

وأيّ محال” . .

لكن عشقهم أحلام تسرد

ما فيها أية أفعال

فهمو أجدادك. . هم آباؤك

ذاك العم . . وهذا الخال

اتواصوا  يا روحي بظلمك

أم لهمو في ذاك خبال ؟

وأنا في حبك أضنتني شتى الأهوال

هول الشوق . . وهول الوجد

وهول الفقد

وتسربل قلبي بالأسمال

وهمو نهبوا مني أحلى الآمال

وعاشوا عال العال

* * *

أحببتك . . لكن

طلبوا مني أن أكتب إقرارْ

إقراراً بتخلٍ عنك

وعن حبي

فرفضت

ولو هكتار

هذي يا أختي تركيبتهم

لكل صغير عندهمو شأن كُبَّار

وكل حقير عندهمو فهو مثار

هذا يا أختي فكرهمو

يردون العذب فرادا

ونشرب نحن الأكدار

يا للخزي ويا للعار

البرد . . اللطف . . لهم فأل

يغذوهم ليل نهار

ولنا يا أختي حر النار

* * *

في روحهم فساد

في العاطفة انسداد

في فكرهم تمايع هنا

وتارة هنالك العناد

الله يا أختاه

يا ريحانة البلاد

هم أبعدوني لأنني

آويت شخصك في الفؤاد

وما دروا بأن عشقي ما له نفاد

واصطفوا في المزاد

وشروك بثمن بخس (كالملين)

بل بشعار الدين

وأعراس الحشود

لم يدفعوا فيك العهود

وفي الخيال قد صاغوا العقود

دونما مهر ولا شهود

غير أنهم قد قيدوا الولاية بالنقود

في دفتر القيود

أواه يا ريحانة النيلين

يا بنت الجدود

لو سرقت مِـنَّـا الأحلام

فأي شئ قد تبقى فينا للوجود

لكنَّ فكريَ لم يزل

لجنابكم مراوحاً .. يعود

و(لأنني فكرت فيك

فإذاً أنا موجود)

لكنهم لم يبلغوا مكاننا

كلا ولا عبروا الحدود

* * *

تباً لهمو تبا

جعلوا من هبَّ ودبَّ

طاف على أطماعه فيك ولبى

لكني أحببتك

احببت بقلب كاد بكل فعالهمو أن يتنبا

أحببت . . وإن الحب له ثمنا

لكن أوصاف الحب لها عندي معنى

أن أجعل حبك لي وطنا

لا غول فيه ولا تأثيم

ولا ذرات ضنى

إيثار كله “أنتم”

ما فيه “أنا”

بل مجلس ود وهيام

تجري من تحته أنوار وسنا

وكفاني أني أحببتك

وكفاني خفق القلب بحبك

محتسباً حبي أجرا حسنا

لا خوفا بعده ألقى ولا حزنا

عبد الرحمن ود الكبيدة
مكة المكرمة، الاثنين، 20 ذو القعدة، 1435هـ
15، سبتمبر ، 2014م.
Scroll to Top