سيرة عبد الرحمن ود الكبيدة

Posted in السيرة الذاتية

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

سيرة عبد الرحمن ود الكبيدة

الاسم: عبدالرحمن محمد عبد الماجد. 

اللقب: ود الكبيدة، وهو لقب والده محمد، فهو لقب موروث للأسرة.

الوطن: السودان.

القبيلة: قبيلة الجعليين المشهورة في السودان، تلك القبيلة العباسية التي ينتهي نسبها إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب (عم النبي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم). وأصول والده هم الميرفاب بمنطقة (دار مالي) جنوب مدينة (بربر).

فهو:

    عبد الرحمن بن محمد (الملقب بود الكبيدة) بن عبد الماجد بن حاج الحسين بن محمد بن الزاكي بن محمد بن الملك رحمة بن الصائم بن الملك رحمة (الملقب بالبخيت) بن الملك سويكت بن الملك رحمة (المكنى بأبي ختام) بن محمد (الملقب بالميرف) بن إدريس (المكنى بأبي ستر) بن بشارة بن ضيغم بن ضياب بن الملك غانم بن حميدان بن صبح العلا بن مسمار بن سرار بن كردم بن إدريس (المكنى بأبي الديس) بن قضاعة بن عبد الله (الملقب بحرقان) بن مسروق بن أحمد بن إبراهيم (الملقب بالجعلي) بن إدريس بن عدي بن قصاص بن كرب بن محمد (الملقب بهاطل) بن أحمد (الملقب بياطل) بن ذي الكلاع بن سعد بن الفضل بن علي (الملقب بالسجاد) بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله ابن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.

والدته: رقية عبد الله البشير محمد الخبير، وهي من أصول الجعليين النافعاب بمدينة (شندي) شمال السودان، كما أن لها انتسابا إلى العمراب والشيخ حامد أبو عصاة سيف. 

المولد والنشأة:

ولد في صبيحة يوم الاثنين 25 رمضان عام 1372هـ الموافق 8 يونيو 1952م، بقرية طيبة الشيخ القرشي ود الزين، حيث ارتحلت الأسرة بصورة مؤقتة إلى تلك المدينة، ومن هنا جاءت التسمية على (الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ القرشي)، فكانت والدته تناديه بـ(أبو البكيرة) والبكيرة هى بنت الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ القرشى. وفي ود الخبير التي تبعد مسافة 13 كيلومتر شرقي مدينة رفاعة- حاضرة البطانة ترعرع عبدالرحمن وسط أخوته، وهم: الأخ الأكبر من والده وهو عبدالماجد محمد عبدالماجد (كان يعمل بناءً)، وأمه آمنة أحمد شقيقة الحسين أحمد، يليه أخته من والدته فاطمة أحمد الفكي محمد، ثم له من الأشقاء: علي محمد عبدالماجد الدكتور البيطري الذى كان المدير الأسبق للمركز القومي للبحوث، وعبد الله محمد عبدالماجد (صاحب ورشة حدادة)، وهؤلاء كلهم يكبرونه سناً، أما من هم دونه سناً عمر محمد عبدالماجد- أخصائي مايكروبيولوجي، ومحمد توم محمد عبدالماجد- طبيب بشري، عثمان (توفي وعمره عاماً)، أم الحسين (توفيت وعمرها 15 عاماً)، وسعاد (توفيت وعمرها عاماً).

نشأ عبدالرحمن في ود الخبير حيث أبدى منذ نعومة أظفاره موهبة شعرية. ففي عام 1957م جاء زعيم استقلال السودان السيد إسماعيل الأزهري إلى منطقة ود الخبير، وذلك في جولة انتخابية عقب الاستقلال. اعترض عبدالرحمن ركب الزعيم أمام القرية وأوقف السيارة التي كانت تقل الوفد. اندهش الركب لهذا الطفل الذي يعترض موكب الزعيم، لكنه سرعان ما بدد دهشتهم بقوله لهم: "عندي قصيدة في الزعيم الأزهري". أُدْخِل الطفل في السيارة واستمع الوفد لهذا الطفل يقرأ عليهم القصيدة. اصطحب الوفد إلى قرية السروفاب حيث نزل الوفد في ضيافة رجل البر والتقوى والكرم والإحسان الشيخ (قمر الأنبياء) بن الشيخ محمد عوض. بعد تناول وجبة العشاء الفاخرة التي أعدها لوفد الزعيم هذا الشيخ الكريم بدأت الكلمات الترحيبية وعرض البرنامج الإنتخابي لحزب الزعيم (الحزب الوطني). طلب الزعيم احضار الطفل (عبدالرحمن) وحمله على كتفه وطلب إنشاد القصيدة، فانطلق الطفل منشداً في تمجيد الزعيم الأزهري:

  يا كايـســين(1) الحـكـم          يـلا(2) قـومــوا اتلـمــوا(3)

داك ود العــــــــــــزاز         أصلو الحكـم ما بـهـمـو

الزين والسمح هيل (4) أبوه وعمو

* * *

أهـــــلــو الـصــــلاح           من بدري هــم حــازوه

 ويوم نصرة الحسين(5)          اتـنـدمـــــوا الكـــازوه(6)

وكسبانين هم العزوه

* * *

فكانت جائزة الشاعر الطفل خمس جنيهات من الزعيم لأسرة عبدالرحمن- خمس جنيهات كانت ذات قيمة عالية جداً جداً في وقتها، ربما ساوت (خمسة مليون) بقيمة جنيه اليوم "2013م". وكان ذلك أول عهد الطفل بالشعر الذي صاحبه حتي اليوم مع الإقلال في الإنتاج، وآخر عهده بالسياسة، فهو لا ينتمي حتى الآن لأي حزب سياسي.فلا يروق له من تقديم خدماته لمجتمعه السوداني والعربي والمسلم سوى النشاط الثقافي والأكاديمي والإرشاد الديني الصوفي.

تسببت هذه الواقعة الشعرية في إطلاق لفظة (المغني) على عبدالرحمن، وأشهر من كان يناديه بها هم: الطاهر محمد الأمين والعوض محمد الأمين والحاج رحمة والأمين الأمير والفحل الفكي الطاهر عليهم جميعاً رحمة الله. وتمثل مخزونها الروحي والأدبي فيما ألف عبدالرحمن من دواوين شعرية لاحقاً ذكرت من بين مؤلفاته. ومن هذه الأشعار ما اتخذ سبيله نحو الألحان والإيقاع الصوفي.

المراحل التعليمية:

شأنه شأن أبناء جيله بدأ تعليمه بالقرءان في خلوة (ود الخبير)، وذلك على يد الشيخ عبد الشافع الفكي محمد. وفي عام 1958م أعجبت شاعرية الطفل خاله ابن عم والدته (عبدالرحمن عبدالقادر البشير محمد الخبير)، فطلب أخذ الطفل إلى مدينة المجلد بكردفان. حيث تلقى التعليم الإبتدائي بمدرسة المجلد الغربية التي كان يديرها رجل العلم الأستاذ إبراهيم التجاني حسب الله. وكان من زملائه في هذه المدرسة: السفير الدبلوماسي التجاني الأمين الدسوقي، ووزير الثقافة بولاية الخرطوم الأستاذ محمد يوسف الدقير. ثم عاد عبدالرحمن إلى ود الخبير حيث أكمل تعليمه بمدرسة السروفاب الأوليه.

 

وفي مدرسة الحصاحيصا الصناعية الوسطى تلقى تعليمه الأوسط وكان زميلاً للاعب الهلال أبو العز يوسف الأمين أحيمر، وللمرحوم الفنان مصطفي سيد أحمد، ولابن قريته رجل الأعمال صالح الحسين أحمد، ومولانا الشيخ محمد الحسن الشيخ أحمد حفيد الشيخ القرشي ود الزين. في هذه المرحلة أبدى حضوراً استيعابياً لمادة اللغة الإنجليزية فعينه معلم المادة (أحمد محمد صالح) أميناً على المكتبة الإنجليزية، فكانت عوناً له على زيادة حصيلته من هذه المادة. فحدث أن كان مدير المدرسة (الاستاذ عبدالقادر الكندري) يدرس فصله كتاب القرءاة الجماعية (class reader)، واضطر هذا المدير إلى مغادرة الفصل لهنيهة، فانتدب عبدالرحمن ليواصل قراءته وشرحه للفصل؛ وعندما عاد المدير واصل قراءته من حيث وقف عبدالرحمن ولم يرجع للصفحات التي قرأها عبدالرحمن.

ثم كانت المرحلة الثانوية بمدرسة بورتسودان الحكومية التي تحولت إلى جامعة البحر الأحمر فيما بعد. وفي مدرسة بورتسودان الثانوية الحكومية رشحه زملاؤه بفصله (ثانية متنبي) ليكون مندوبهم في اتحاد طلاب المدرسة- مجرد مندوب الفصل، وليس لأي لون سياسي. كان ذلك عام 1971م إبان أوج السيطرة الشيوعية على انقلاب اللواء جعفر محمد نميري في مايو 1969م، فكانت الغلبة في الاتحاد لطلاب المدرسة الشيوعيين. وبدا ترشح عبدالرحمن أشبه بالتمثيل النسبي عن فصله. وكان نصيبه عضوية المكتب الثقافي الذي ينضوي تحته الإشراف على نادي المدرسة الترفيهي وأعمال المسرح والمكتبة الثقافية وعموم النشاط الثقافي. وفي هذه المرحلة أيضاً شغل عبدالرحمن منصب سكرتير جمعية اللغة الإنجليزية والإشراف على مكتبة هذه الجمعية ومكتبة المدرسة الإنجليزية، وذلك لعامين دراسيين.

وفي هذه المرحلة الثانوية كان رفيق دراسة للفنان مصطفى سيد أحمد المقبول (رحمه الله تعالى)، وعبد الرحمن السلاوي (رجل الأعمال)، وهاشم عثمان (مدير الشرطة).

تلقي تعليمه الجامعي في جامعة الخرطوم- كلية الإقتصاد- قسم إدارة الأعمال وتخرج في عام 1978م. وفي هذه المرحلة الجامعية فقد عاصر كل من العارف بالله تعالى مولانا القاضي الشيخ/ العركي الشيخ الريح الشيخ العليش، والسيد/ محمد ابن الزعيم الازهرى (رحمهما الله تعالي)، والسفير/ محمد محمود حسان ابو سن، والسفير/ التجانى الأمين الدسوقي، والمحاسب/ الزين عبد الله محمد أحمد، والأستاذ/ عبد العظيم الحسن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

الحالة الاجتماعية:

   في 24 يونيو من عام 1986م تزوج من السيدة الفضلى (منال) ابنة الشيخ (الحاج) بابكر إبراهيم سالم الذي ينتمي إلى قبيلة الجعافرة بالنيل الأبيض، أما والدتها فهي الحاجة (إمتثال) ابنة التجاني إبراهيم نديم بالدويم. له من الأبناء محمد (خريج الهندسة الميكانيكية بجامعة أم درمان الإسلامية)، عماد الدين (خريج أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية)، ريم (بكلية الطب بجامعة الخرطوم)، معاذ (خريج علوم الحاسوب بجامعة أم درمان الإسلامية)، الغزالي (بكلية الصيدلة بجامعة الخرطوم)، عركي (بثانوية الشيخ مصطفي الأمين القرءانية)، وحميراء (بمرحلة الأساس). وهذه الأسرة الكريمة - براعيها عبدالرحمن - تقطن حالياً في الخرطوم، حي السلمة، مربع 3.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الحياة العملية:

* العمل والوظيفة: لظروف خاصة عمل معلماً بالمرحلة الإبتدائية بمدرسة سودا بجبال الإنقسنا قبل دخوله جامعة الخرطوم، وذلك في عام 1973م. ثم بعد 

تخرجه من الجامعة، وبنفس دافع الرغبة والهواية، اتجه إلى حقل التعليم وعمل معلماً للغة الإنجليزية حيث بدأعمله في مدرسة النيل الأبيض الثانوية بنين بمدينة الدويم- محافظة النيل الأبيض في يناير 1979م. 

وفي عام 1983م انتقل منتدباً داخلياً إلى افتتاح مدرسة كنانة الثانوية بنين وبنات (بفصل للبنين وآخر للبنات).

ثم من مدرسة كنانة في عام 1984م انتقل إلى مدرسة حنتوب الثانوية بنين التي تحولت إلى كلية التربية التابعة لجامعة الجزيرة، ولم يدم فيها طويلاً إذ أنه في نفس العام انتدب للعمل بجمهورية اليمن الشمالية (قبل توحيد شطري اليمن). عاد من اليمن في عام 1989م ليعمل مرة أخرى في الدويم بمدرسة النيل الأبيض الثانوية التي تحولت فيما بعد إلى كلية الزراعة التابعة لجامعة بخت الرضا. وفي عام 1991م انتقل إلى مدرسة السوكي الثانوية بنين، ومنها إلى ولاية الخرطوم حيث عمل في مدرسة الخرطوم الجديدة بنين في عام 1993م، ومنها إلى مدرسة حلويات سعد الثانوية بنات بالخرطوم عام 1995م، ثم إلى مدرسة الشيخ مصطفي الأمين الثانوية النموذجية بنين في عام 1998م. لم يجد نفسه في وظيفة وكيل المدرسة (مدرسة الشيخ مصطفي الأمين) حيث افتقد حلاوة التدريس، ففارق الإدارة والتعليم بمعاشه الإختياري في أغسطس من عام 2005م. وانقطعت صلته تماماً بالتدريس.

* شكلت تجربة تدريسه في جبال الإنقسنا رصيداً من المعرفة بالمنطقة أتكأ عليه عند اشرافه على بناء مسجد ومدرسة خور الدوم - تول بمحلية باو، تلك المدرسة وذلك المسجد الذي قام ببنائهما الشيخ أحمد بن الشيخ دفع الله الصائم ديمه، إذ له العديد من مثل هذه المنشآت في جبال الإنقسنا- منشآت ابتدر العمل فيها والده الشيخ دفع الله الصائم ديمه (1917م - 1992م) صاحب المقام الشهير في مدينة أمبده غربي أم درمان- قدس الله سره ورحمه الله تعالى وأجزل ثوابه. 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


منهجه في الحياة:

اتخذ التربية والتعليم غاية، بها قدم خدماته التعليميه لأبناء وطنه. أدرك أهمية التربية والإرشاد والتعليم الذي لا تحده الأعمار ولا الأزمان، فهفت روحه إلى تزكية نفسه روحياً وهو طالب بجامعة الخرطوم، فسلك الطريق الصوفي في عام 1975م على يد الشيخ دفع الله الصائم ديمه.   

إسهامات إجتماعية:

 عضو هيئة علماء السودان.

* يقوم حالياً بالإشراف على مسجد وخلوة الشيخ دفع الله الصائم ديمه لتحفيظ القرءان الكريم بالخرطوم- السلمة- مربع 3. وفي هذه الخلوة بدأ إلقاء خطب العيدين (الفطر والأضحى) قبل أن يتولى ذلك الأخ حماد محمد خير نعيم والأبناء محمد عبد الصادق وعماد الدين عبدالرحمن. كما ألقى الخطبة الأولى عند افتتاح المسجد في يوم الجمعة الموافق الثاني من شهر ابريل في عام 2010م.

* لاحظ بعض القائمين على الإعلام نشاط ود الكبيدة الثقافي والديني، فأجرى معه الأستاذ أحمد الخضر حلقة في فضائية النيل الأزرق، والأستاذ إبراهيم عالم حلقة في فضائية الخرطوم، والأستاذ محمد إبراهيم حلقة إذاعية في إذاعة الفرقان. وكما له بعض المقالات و اللقاءات الصحفية (صحيفة الأزمنة وصحيفة الرائد) - وهذه المقالات مدونة في موقع ود الكبيدة.

إسهاماته الثقافية:

تنوعت ثقافته وتشكلت بحسب اطلاعه منذ الصغر. شغفه بالعلم جعله يقرأ كل ما وقع على عينه. ومن هنا تنوعت قراءاته واهتماماته الثقافية. بدأت مطالعاته في الكتب منذ المرحلة الوسطي ولم تتوقف - بحمد الله - حتى الآن.  فكان في صباه وشبابه إذا قرأ لطه حسين تاقت نفسه أن يكون ناقداً أدبياً، وإذا قرأ للعقاد حدث نفسه بأن يكون كاتباً ومفكراً إسلامياً، وإذا قرأ روايات محمد عبد الكريم عبد الله ومصطفى لطفي المنفلوطي أحب أن يكون روائياً، وحاول وهو طالب في المرحلة الثانوية أن يكتب رواية رومانسية سماها (عصا الأعمي) ولكنها وئدت في مهدها وضاعت مخطوطتها. وإذا طالع ما يكتب عن الفلاسفة في مجلة العربي اشتاق إلى أن يكون فيلسوفاً. ولكن تظل روح الشاعر تطارد شبحه، وتنسج له من الأشعار دثاراً يأخذ ألوانه من مطالعاته الشعرية. فإذا طرق أذنيه - وهو في ريعان شبابه - أنغام الشاعر: (أقابلك في زمن ماشي وزمن جايى وزمن لسه) - ووشوشات العشاق، ظن أنه شريك مجالس هذا العشق، فالتقط الناى وعزف ما يشبه العذريات والرقائق الصوفية:

         أحبك . . وارسمك نغمات

         أقولها كتير . . وتردد

         وحبك في سبحتي عدد

         وحبك فيهو ليّ مدد

             * * *

         أحبك بكرة . .

         واليوم . .

         والزمان الفات . .

             * * *

         أحبك زين

         في الحولية والحفلات

         أغنيك فرحة للعايدين

         وهمسة شوق معبا حنين

         وفي أعماقي أنت رنين

         وشمعة تضوي في الظلمات

         أحبك دخري للجايات

             * * *

        أحبك وتنتهي الكلمات

        وتبقى الفكرة

        أني بحب

        ومن آهاتي

        لا نفعت علوم الطب

        ولا البخرات

             * * *

        أحبك بكرة . . واليوم . . والزمان الفات.

             * * *

وإذا قرأ لابن زيدون جاراه في نونيته الشهيرة، وذلك في قصيدته التي ودع فيها الأخ الشريف محمود (جنابو)- رحمه الله - وقد كان الشريف على أهبة المغادرة إلى جنوب السودان ليلحق ركب المعلمين. وكان عبدالرحمن وقتئذٍ طالباً بالصف الثاني الثانوي، فقال في مطلع هذه القصيدة:

شبابة الشعر دع عنك المرح حينا       قد آدنا النبأ الكؤود فـصبرينا

نـبـئـنـا أن الـصـــبـح مـنـجــــابٍ       لحــاهـــا الله أنـبـاءنا توالـينا

 

فإذا طالع تحليل العقاد لشخصية الشاعر ابن الرومي الذي كان يستولد المعاني من تقطيع الكلمات، فيقول ابن الرومي مثلاً: "جعفر" هي (جاع وفر)، عندها يلتقط المنهج عبدالرحمن ويقول في نفس القصيدة:

ومـــا (الدَّهْـــرُ) إلّا (ألـدُّ  هِــرٍّ)       متربص يحتال في شطرَىْ أمانينا

هكذا تجاذبته الطموحات آملاً أن يكون هذا وذاك وذلك، ولكن مشيئة الله القاهرة حطت بأقدامه حيث تدريس اللغة الإنجليزية. فخرج من كل هذا الكم من الأشواق ببضاعة مزجاة من الكلام الذي شكل مؤلفات له في شتى مجالات المعرفة التي يغلب عليها الطابع الصوفي. ومنها ما هو باللغة الإنجليزية التي تستهدف نشر الإسلام في الأوساط الناطقة بغير اللغة العربية. وبدافع مخاطبة أهل اللغات أو اللهجات الأخرى فقد كانت له محاولات شعرية فى لهجة أهل اليمن السعيد، سكب في هذه القصيدة تجربة حياته في اليمن وتعلقه بلغة أهلها، فتحدث في مقدمة القصيدة عن أعوام ذهبت سدى لا يدرى (ما اسكيش) صاحبها ما فعل وقد أغلق (بنتو) باب الخبز (الروتي) وفتح باب الذرة (جهيش) وطعام (اللحوح) المطبوخ على موقد (المافي) وحتى الخبز الجاف (الكدم) الذي لم يكن يشتهيه (ما اشتيش) صار له غداءً (أعوافي):

       خمس أعوام قتجزع بيش

       لقا قالوا لي مو سويت

       زعم ما اسكيش

       باب الروتي بنتو

       وحصدت جهيش

       لحوح المافي

       بكّر مافي

       والكُدَم القبيل ما شتيش

       بقي لي اللية أعوافي

       .....................

       ....................

وبنفس القدر من هواية التأليف في اللهجات المختلفة فإنه ترغيباً لصغار السن في المدرسة فقد كان يترجم قصيدة (لي قطة صغيرة ..سميتها سميرة) إلى لغة الانقسنا:

(أبل نجاو نجان .. أقوفان سا سميرة     Apil Jaw Jan .. Agofan Sa Sameera) فيفرح التلاميذ ويتوافدون إلى المدرسة ثم ينقلهم بعد ذلك إلى النص العربي.

درس عبدالرحمن علم إدارة الأعمال في كلية الإقتصاد بجامعة الخرطوم لا عن رغبة منه في هذا التخصص ولكن نزولاً لرغبة الأسرة التي كانت تطمح أن تجعل منه رجل أعمال ناجحاً، ولكن قد أدركته حرفة التدريس التي اتجه إليها بدافع الرغبة والهواية. ومن هنا شكلت الهواية هويته الأساسية. فهو إن عمل بتدريس اللغة الإنجليزية فليس عن تخصص في اللغة الإنجليزية ولا علم التربية، ولكنها الهواية والرغبة؛ وإن اشتغل بالإرشاد الديني فلا عن الشهادات الجامعية في الإسلاميات، بل هي الهواية والرغبة؛ وإن اتجه إلى الكتابة في الأدب فليست هي كتابة مَنْ تخصص في علم الأدب، ولكنها الهواية والرغبة. ومن هنا جاء استمتاعه بكل ما قام به من نشاط علمي وأكاديمي وديني وثقافي، استمتاع الهاوي الذي تتسارع خطاه نحو عمله، لا تباطؤ المحترف الذي تساق خطاه نحو عمله بجزرة المرتب المالي أو عصا العقوبة وانقطاع الرزق. وتدرجه الوظيفي في ملفه يشهد له بزهده في هذه الجزرة التي فسد طعمها بالأسمدة الكيمووظيفية والهندسة الجينوتربوية الهوجاء.

ثم تدخل الصورة معامل الحياة لكي يتم استنساخها لعدة صور، وتوضع في إطارات منها إطار ماجستير اللغة الإنجليزية من جامعة الإمام المهدي بكوستي عام2016م، وماجستير الترجمة العامة بمركز اللغات والترجمة بجامعة بحري عام 2017م. فعندها وجد الورق مكانه على الجدار بجانب الخرق.

ثم ناداه منادي العلم واقتاده، مرة أخرى، إلى تدريس اللغة الإنجليزية بكلية التربية - جامعة الخرطوم، وجامعة السودان المفتوحة بمدينة كوستي.

فالحمد لله على تعليمه مخلوقه، والحمد لله على مننه التي لا تحصي، فهو سبحانه وتعالى وحده العليم الذي علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهده على جزيل النعم ومواطن الكرم، والله ذو الفضل العظيم.

 


مؤلفات عبدالرحمن ود الكبيدة:

مؤلفات باللغة العربية:

       1- الإعلام عند الصوفية (دراسة في الإعلام الصوفي).

       2- إعجاز القرءان العزيز للغة الإنجليز (دراسة في إعجاز القرءان الكريم).

       3- وسطية الإسلام في التصوف (دراسة في الإسلام والتصوف).

       4- التصوف فكراً وعملاً (دراسة في فكر ومراسم التصوف).

       5- أثر التصوف في تكوين الشخصية السودانية (دراسة في التصوف والمجتمع).

       6- استعن بالله وأعن أخاك (دراسة في الحديث النبوي الشريف).

       7- النظم الفريد في علم التوحيد (قصيدة في التوحيد مع شرحها).

       8- إطلالة على أطلال (ديوان شعر بالفصحى).

       9- إيقاع على إيقاع (ديوان شعر مشطر بالفصحى).

       10- الدر المنظوم في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والقوم (ديوان شعر أو مدائح وقصائد بالعامية السودانية).

 

مؤلفاته باللغة الإنجليزية:

 1. Spiritual Tour in the Sufi Method.     

                 وهو ترجمة لكتاب الشيخ أحمد بن الشيخ دفع الله الصائم ديمه: (سياحة روحية في منهج الصوفية)

2. A View on George Orwell's "Nineteen Eighty-Four".

3. Fundamentals of Islam.

4. Under the Shade of Prophetic Traditions.

 

تحقيقات وشروحات:

        1. رحيق اللارنج في شرح البرزنجي (شرح المولد البرزنجي).

        2. تحقيق وشرح ديوان الشيخ دفع الله الصائم ديمه.

        3. تحقيق وشرح ديوان الشيخ العركي الشيخ الريح "فيض الأنسية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم ونبض الأشواق في مدح أهل الأذواق".

        4. شرح وتقديم ديوان "البديع في مدح النبي الشفيع صلى الله عليه وسلم"، تأليف أولاد نفيع.

        5. تحقيق وتقديم ديوان "العنبرة الشذية في مدح خير البرية  صلى الله عليه وسلم"، تأليف سكينة حسن إبراهيم.

 

كتب تحت الطبع:

       1- قطب الشريعة والحقيقة الشيخ دفع الله الصائم ديمه.    

       2- منهل الخواص من سورة الإخلاص.

 

 


هوامش:

 (1) كايسين = باحثين عن.

 (2) يلا =  هيا.

(3) أتلموا = تجمعوا لكي تذهبوا وتتفرقوا.

(4) هيل = حق أو في ملكية.

(5) الحسين = هو سيدنا الحسين بن سيدتنا فاطمة الزهراء الذي اغتيل غدراً وخيانةً.

(6) الكازوه = المكازاة هي المكايدة والدس.