الطهارة في الإسلام (3)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الطهارة في الإسلام (3)

بقلم عبدالرحمن ود الكبيدة.   

      تحدثنا في المقالين السابقين عن طهارة البدن والثوب والمكان، أي طهارة الظاهر. وطهارة القلب والروح، أي طهارة الباطن. وفي هذا المقال نتناول الطهارة من ثلاث زوايا: زاوية الإسلام، زاوية الإيمان، وزاوية الإحسان، فنقول وبالله التوفيق:

جاء في الحديث الشريف تعريف الإسلام والإيمان والإحسان. ففي الإسلام اعتراف بربوبية الله عز وجل وألوهيته، واعتراف برسالة الإسلام ورسولها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وإقامة الشعائر من صلاة وصوم وزكاة وحج. وهذه أعمال الجوارح واللسان وعمل الأركان.

أما الإيمان فهو التصديق القلبي بالإسلام وهذا عمل الجنان.

وأما الإحسان فهو عمل السر والروح التي تشاهد المعبود أو تراقبه في العبادة.

ففي الإسلام طهارة من الشرك والكفر وتصفية للجوارح من أدران الأفعال.

وفي الإيمان طهارة القلب من الالتفات إلى السوى.

أما في الإحسان فنجد طهارة الروح.

 

قال تعالى: ﴿ليسَ على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جُناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين﴾. (المائدة 93).

أتقوا وآمنوا بالله وعملوا صالح الأعمال، أي طهروا جوارحهم وأخلصوا العمل لله تعالى. وهذا لعامة المسلمين أقوالاً.

ثم اتقوا وآمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، أي طهروا قلوبهم من سوء الاعتقاد. وهذا لخصوص المؤمنين أعمالاً.

ثم اتقوا وأحسنوا الشهود والمراقبة، وفي ذلك طهارة الروح، وهذا لخاصة الخاصة من المحسنين أقوالاً وأعمالاً وأحوالاً.

فالمسلم طهارته في جوارحه التي تلقت أمر الله تعالى بالقبول.

والمؤمن طهارته في جواره وقلبه، حيث أيقن بالثبات والتصديق.

والمحسن طهارته في جوارحه وقلبه وروحه، حيث تقرب بالنوافل فنال المحبة والرضا. ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾البقرة 222. فالمتطهرون هم الذين زادوا طهارتهم باستعمال الماء، وبذلك تنفلوا في طهارتهم، فنالوا هم والمحسنون المحبة.

فهذه هي الطهارة بدرجاتها الثلاث: الإسلامية والإيمانية والإحسانية؛ فطهارة الجوارح بالماء، وطهارة القلب بالتصديق، وطهارة الروح بالمشاهدة.

ونتاج كل ذلك طهارة تجعل صاحبها بعيداً عن القذى والأذى لنفسه ولغيره.

 

                                                                                                        انتهى.