بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
1- هل لا بُدّ من التصوف ؟
نعم التصوف
1- التصوف: هو اتقان العبادة:
وهوأداء العبادة على قدم الإحسان، مع اخلاص النية
وإتقان العبادة يتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان: “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب الإيمان، 1 باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، ج 1، ص 157، الحديث رقم 1، دار الكتب العلمية – بيروت.
2- والتصوف هو مجاهدة النفس:
وهو رد النفس عن فضول ما تحب.
أ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ” قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”. قالوا: وما الجهاد الأكبر يا رسول الله ؟ قال: “مجاهدة العبد هواه”. الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، للسيوطي، ص 157.
ب) وروى فضالة بن عبيد قول النبي صلى الله عليه وسلم: “المجاهد من جاهد نفسه”. سنن الترمذي، أبواب الجهاد، ج 3، ص 89، الحديث رقم 1671.
3- التصوف هو مداومة ذكر الله تعالى:
وهو شغل القلب والروح بالقيام بحق خطاب الشهود الأزلي بالتطبيق العملي للقيام بحق الربوبية وذلك بالآتي:
أ) دوام الذكر: ففي الحديث الشريف: “لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله”. سنن ابن ماجة، كتاب الأدب، ج 2، ص 1246، الحديث رقم 3793.
ب) عدم الالتفات إلى مَنْ ينهى عبداً إذا صلى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون”. المستدرك على الصحيحين، للحاكم، ج 1، ص 431، الحديث رقم 1854، ووافقه الذهبى.
4- التصوف هو تأديب النفس والروح:
والأدب مجلوب برقائق السلوك.
ففي الحديث الشريف: “إن الله أدبنى فأحسن تأديبى”. المقاصد الحسنة فى بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، للسخاوى، حرف الهمزة، ص 29، الحديث رقم 45.
5- التصوف هو الفرح بدين الله تعالى:
وما البشارة والبشرى إلّا إدخال السرور، وليس من سرور يضاهي الفرح بكلمات الله التامات وبمن أرسل بها صلى الله عليه وسلم.
أ) معاودة الأفراح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا”. صحيح مسلم، 8 كتاب صلاة العيدين، 4 باب الرخصة فى اللعب الذى لا معصية فيه فى أيام العيد، ج 6، ص 182، الحديث رقم 16 (892).
ب) ذكر الله عند الفرح: قال النبي صلى الله عليه وسلم:”دعهن يا أبا بكر ! فإنها أيام عيد وذكر الله”. المصنف، لعبد الرزاق، ج 11، ص 4، الحديث رقم 19735.
6- التصوف هو الربانية:
وهي اتباع المنهج الرباني في تزكية النفس.
أ) نهج الدليل والخبير: “إنما جعل الإمام ليؤتم به”. صحـيح مسـلم بشـرح النووى، كتاب الصـلاة، 19 باب إئتمام المأمـوم بالإمـام، ج 4، ص 131، حديث رقم 77 (411).
ب) مجالسة الصالحين واتباعهم:
1- مجالسة الصلحاء: “جالسوا الكبراء وسائلوا العلماء، وخالطوا الحكماء”. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمى، 2 كتاب العلم، 8 باب فى فضل العلماء ومجالستهم، ج 1، ص 167، حديث رقم 519.
2- طاعة الاتباع: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعونى ما تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم”. صحيح البخارى، كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ص 1294، الحديث رقم 7288.
وللمنهج الرباني فرائض وسنن ومندوبات ومباحات ومحرمات ومكروهات، جاء تفصيلها حسب الأمر الإلهي لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم:
أ) (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) المائدة، 67.
ب) (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم) النحل، 44.
وعلى البيان السني سار علماء التصوف فغدوا رجال السلوك المقتدى بهم.
والسائر على مدارج الواصلين يبدأ سيره من درجة الإسلام، مروراً ببرج الإيمان حتى قمة الإحسان . . ولابد من القمة، وإن طال السفر. ولابد مما ليس منه بد !