بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مرثية في تأبين أسعد مامون

أسعد مامون شريف من أبناء مدينة رفاعة (البطانة). كان يسكن مع أسرته في الخرطوم – السلمة. بعد تخرجه من الجامعة لم يمكث في حقل الوظيفة العامة كثيراً. فقد داهمه المرض الذي ظل يصارعه لسنوات قليلة، أسلم بعدها الروح إلى باريها. كان دمث الأخلاق، كريم الصفات، محبوباً بين أقرانه من شباب الحي.

      توفي في رمضان من عام 2007م. أقام أبناء حي السلمة حفل تأبين في ذكراه السنوية الأولى، وألقيت هذه القصيدة في حفل التأبين.

ألفٌ،  سينٌ،  عينٌ،  دالْ

يا بدراً غاب مع أحلامِنا والآمالْ

فتنهنهنا جُرحاً وعَذابا

وحَمَلْنا الآلامَ كِتابا

أشعاراً ومَقالْ

         * * *

يا زيناً حارتْ فيكَ الأقوالْ

إنَّ الكلماتِ لتأتى عَلى اسْتِحياءْ

لتُضَمِّدَ جُرحَ الأحياءْ

أحياءً ما انفكُّوا عَنْ حُبِّكْ

أحياءً لو ساروا على دربِكْ

لَتَفتَّقَ فيهم كُلُّ الوُدِّ

ومَعْنَى الأشياءْ

ولَسمِعُوا مِنْكَ رُجوعَ الأصداءْ

ولأنشدوا فيك الأزْجَالْ

            * * *

فَوَحَقِّكَ يا صاحِ أنْ تعفو

إنِّى لا يُسْعِفُنِى الحرفُ

إنِّى يُذْهِلُنِى الوصفُ

يُعْجِزُنى التفصيلُ أوِ الإجمالْ

تُلْجِمُنِى عَبْرَاتى وأحْزَانى

فلِقَدْ كَمُلَتْ فيكَ مَعانِى

كَرَمٌ .. وسَمَاحةْ .. وتَفانِى

وحسانٌ مِنْ كُلِّ خِلالْ

          * * *

فَرحِيلُكَ كانَ بِلا إمْهالْ

وكذاكَ رحيلُ الإبطالْ

لمْ تَرْغَبْ فى هذا أو ذاكَ

إلَّا فى رُؤيةِ مَولاكَ

فَسَقَى اللهُ ضريحاً آواكَ

وسلامٌ عَلَى مَرْقَدِكَ الهادِى

أخلاقُكَ فينا كالحادِى

سنعيشُ بها عَبْرَ الأجيالْ

وتظلُّ مُعاشاً فى كُلِّ الأحوالْ

يا ألفٌ،  سينٌ،  عينٌ،  دالْ

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 السلمة – الخرطوم   3 / ابريل / 2008م 
Scroll to Top