وداعاً شريف(1)

تأليف: عبدالرحمن ودالكبيدة.

شبَّابةَ الشعرِ دعْ عــنْكِ المــرح حِـينا          قد آدَنا(2) النبأُ الكــــــــؤودُ  فـَصـــَبِّريـــــنا

نُـبــــأنــــا أنَّ الصــــبحَ  مـنجــــابٍ(3)        لـحـــــاهــا(4) اللهُ  أنـــــــبـاءً تُــــوالـيـــــنا

فانْهدَّ من صـــرحِ المعــالى ركــنُــهُ          وتهلـــهـلــــــتْ  لبِـنـــاتُ(5)  بــــــاقــــيـــنا

وتدغدغَ الجرحُ المُغَـوِّرُ بعـد أنْ قــد          فارق النغـمُ الطـروبُ اوتـــارَ شــــــاديــــنا

ورأيتُ دنــيانا تــزيـدُ  مصـــاعِـــبـاً          إنِّ الأ ســـــى يـجـــــــتــاحُ  واديـــــــــــنــا

نمضى فنخرجُ فى بحـــبوحــــةٍ أبداً          والــــدهـــــــرُ بـألأرزا يُــحَـــــيِّــيِّــــــــــنـا

فـحــــــتـامَ يـعـصـفــنـا الـفِـــــــراق          إلامَ يـهـــــجـــــــعُ عـــــنَّـــا نـــاعِـــــــيــنـا

عجباً لهذا الدهــرِ يحـــدو ركــــــْبَهُ          مِن وامِقٍ(6) مشتا قِ أو مِـن غـائبٍ فــــــينا

ألا إنَّ الحياةَ إذا واتـتـــك مِـن دِعـةٍ           فـــلا تــظُـــنَّـنَّهــا طـــــابـتْ ريـاحــيـــــنـاً

فكــمْ من حــبـيـبٍ بات مـغــتـربـــاً           وكــــمْ نعَـقَـتْ مصـــائبــــُها  تُــنــاديـــــــنا

فـمـا الدَّهْــرُ  إلاَّ  ألـــدُّ  هــــــــــِـرٍّ            مـتـربـصٍ  يحتـالُ فـى شَــطْـرَىْ أمـــانـيـا

فللأيــامِ فـــَمُّ الغـــــادةِ الـعـــطـْشَــى            وفـى الأنـيـابِ مـنـهـا المـــارِدُ المــِيــــنا (7)

كذاكَ الإرضُ تحمِــلُ فوقَها زهــــراً           وفى الأغـوارِ زِلــــْزَالٌ  يُشَــقّـِـيــــــــــــنا

أنكـرتُ مـن هــذا الزمـانِ نـــوائــبـاً           لمَّا رأيتُ النـاسَ بعــدَك حـــــائـريـــــــــــنا

يُذَّكِرُنى الرحــــــــيلُ لَــبوسَ لـيـــــلٍ           لـكـــونِــكَ أنـتَ  الـنـــورَ هـــــاديـــــــــــنا

لَـــــهـَفِى لِمَـنْ وَلَّـــى الهــنا برحـيلِــهِ           طُـــوبى  لِمـَنْ  كَــــــرِهَ الخـــنا(8) ديـــــنا

بدونِكَ بانياً هُدِمَــتْ مــــبانيــــــــــــنا            وضِـدُّكَ سـاعـياً ضـَلَّـتْ مسـاعــــيـــــــــنا

ماذا أقولُ وأنتَ أفصحُ نــاطِــــــــــقاً            فــاعـذُرْ لِـمِـــثْـلِـكَ قـد ضـاقــتْ قــوافيــــنا

شـريفُ وداعـــــــــاً ليس آخِــــــــــرَهُ            فـإ نِّى أرى أمــلاً  يُسَــــــلِّيـــــــــــــــــــنا

إذا ما غابَ أصحابُ النُّهَـى أبـــــــــداً            بـِنَـا أنـتَ دُمْ للـمـجـــــدِ تـُمْـــلِــيــــــــــــنا

هوامش وداعاً شريف

(1) ألفتها وألقيتها فى ود الخبير يوم 24/ 8/ 1970م، وذلك في حفل وداع الأخ الشريف جنابو “رحمه الله تعالى” وذلك بمناسبة نقله معلماً لجنوب السودان وكنت وقتها طالباً بالصف الثانى الثانوى بمدرسة بورتسودان الثانوية الحكومية – هى الآن جامعة البحر الأحمر.(2) آدنا: أعجزنا، ومنها قوله تعالى: (ولا يؤوده حفظهما) – البقرة   255  (3) منجاب: منزاح وذاهب (4) لحاها: قبَّحَها  (5) لبنات: اللبنة هى الحجر أو طوبة البناء  (6) وامق: محب (7) المينا: الكاذب، المخادع  (8) الخنا: فحش الكلام.

Scroll to Top