من أجل السودان المقال رقم (1)

بقلم: عبد الرحمن محمد عبد الماجد ود الكبيدة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله ذي الخلق العظيم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أهل الرضا والتفويض والتسليم.

وبعد من هنا أبدأ سلسلة مقالاتي: “من أجل السودان“.

قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران: 103.

وقال تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء: 92.

      لقد أدار السودان منذ استقلاله في عام 1956م وحتى أبريل من عام 2019م عدد من الحكومات بلغ تعدادها ست حكومات- بخلاف حكومتين انتقاليتين إحداهما حكمت لمدة سنة بعد ثورة اكتوبر 1964م، والاخرى لمدة سنة بعد ثورة ابريل 1985م. وكانت كل هذه الحكومات ذوات توجهات وايديولجيات متباينة. ورغماً عن هذه التجربة الثرة في إدارة البلاد إلا أن منقصات أساسية ظلت تغض مضاجع السودانيين وتقلق مسارهم السياسي. وثمة ثوابت سياسية وإدارية لو روعيت منذ بدء العمل السياسي في السودان لما انتاب كل هذا القلق مسار السودان السياسي. وأنا في هذه المقالات أود أن أستعرض بعض الثوابت التي ينبغي أن تشكل الحياة السياسية السودانية وتكون صمام الأمان لكل انحراف سياسي قد يطل برأسه على السودان.

      وبادئ ذي بدء أرجو أن أنبه الجميع إلى أنني أعرض هذه القضايا بقلب مفتوح وذهن متقبل لكل نقد بالتصحيح أو التعديل أو الإضافة لأن الأمر عندي برمته هو شورى بين كل السودانيين بلا إقصاء لفكر أي فرد، أو أية طائفة، أو جماعة أيديولوجية (فكرية)، أو جهة جغرافية أو قبيلة أو عرق، أو لغة أو لهجة. فكل هؤلاء يشكلون مكونات المجتمع السوداني الواحد. وعليه فمرحبا بالرأي والرأي الآخر الذي لا يهدم إجماع الأمة.

      أولاً: إن هذا الكم الهائل من عدد الأحزاب السودانية الحالية يصعب معه اجماع الرأي. فيا حبذا لو تدمج هذه الأحزاب في حزبين أو ثلاثة أحزاب على الأكثر كي لا يتشرزم الناس وتكثر الاختلافات وتتباين التفاصيل.

      فليس من الحكمة في شئ أن يكون لأي فرد آراء معينة ينشأ من أجلها حزب يتكوكب حوله مؤيدين، فما أكثر آراء البشر لو تاقت نفس كل فرد إلى السيادة والرئاسة ! وفي ذات الوقت ما أيسر تجمعهم فيما يصلحهم لو أرادوا التوحد وأعدوا له عدته من الاقتصار على أحزاب قليلة !

      ومقترحي أن تكون الأحزاب كالاآتي:

      1- حزب اليسار: وهذا قد يضم الشيوعيين والبعثيين العرب والناصريين وغيرهم ممن يرى أنه أقرب إليهم فكرياً.

      2- حزب اليمين: وهذا الحزب يضم الاسلاميين بأنواعهم: الأخوان المسلمين، السلفيين، الجمهوريين وغيرهم ممن يرى أنه أقرب إليهم فكرياً.

      3- حزب المستقلين الأحرار: وهذا الحزب يضم حزب الأمة وحزب الاتحادي الديمقراطي والصوفية وغيرهم ممن يرى أنه أقرب إليهم فكريا.

      إن هذا التقسيم قابل للتعديل، فالمجال مفتوح للتحرك داخل هذه الثلاث مجموعات، شريطة إن لا تزيد الأحزاب عن ثلاثة أحزاب.

      من الملاحظ أننا لم نشر إلى أحزاب الحركات المسلحة في غرب السودان أو شرقه، لأنه من المتوقع أن تنضم هذه الأحزاب إلى الأحزاب الثلاثة المقترحة، كل بحسب توجهاته الفكرية وما يروق له من هذه الأحزاب الثلاثة.

      وبعد حديثي عن تكوين هذه الأحزاب أبدأ في حديثي عن إرساء القواعد والثوابت التي تحكم السودان لصالح كل مواطنيه دون تغول حزب أو طائفة وانفراده بتمكين نفسه بالطرق الغير مشروعة التي لاتخدم مصالح السودان العليا التي هي فوق الجميع. وهذه ثوابت سوف نتناولها بالتفصيل لاحقاً.

                                                          ولنا عودة بإذن الله.
عبد الرحمن محمد عبد الماجد ود الكبيدة
الأحد/ 14 أبريل 2019م  
Scroll to Top