بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرد على مكر بيل غيتس وأعوانه

بقلم / عبد الرحمن محمد عبد الماجد ود الكبيدة.

تمهيد:

يتداول الآن في الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الإسفيري الحديث عن مؤامرة بيل غيتس ومعاونيه لتطعيم الناس ضد جائحة فيروس كورونا. وفي جرعة التطعيم سيحقن الناس بشريحة سوفت وير يتحكم من خلالها على جينات البشر. والمستهدف أولاً هو المسلم الذي يراد التحكم فيه حتى يغسل دماغه وينسى شيئاً اسمه الاسلام والدين.

ومن المسلمين من أرعبته الفكرة وخاف على دينه، وحُقَّ له الرعب حرصاً على سلامة معتقده. غير أنني أحب أن أطمئن المؤمن بأن لا أذى سيحل به، وذلك بوعد الله لرسله وللمؤمنين في قوله تعالى: (ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين). (يونس: 103). ونجاة الرسل والمؤمنين تكون في الدنيا والآخرة معاً. قال عز وجل: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد). (غافر: 51).

أولاً: رحلة الإنسان في الحياة وأهدافها:

أرادت حكمة الله الحكيم العليم أن يتخذ خليفة له على الأرض، فخلق آدم لهذه الغاية الربانية. وتم له ذلك الإكرام والتتويج في أعظم غالري في الكون، أي على منصات الجنة، وكان ذلك بحضور حشد كريم وهم ملائكة الرحمن، كما شاءت مشيئة الله لرئيس الجن – إبليس – أن يكون من الحاضرين.

هطلت خلع التكريم ورداء التقوى على آدم، وأُمِرَ الملأ الحاضرون أن يسجدوا تكريماً لآدم. فسجد الملائكة أجمعون إلا إبليس أبى واستكبر حسداً لآدم. وعندئذٍ نمت نبذرة العداء الذي غرس في نفس الشيطان، وطفق الشيطان يحتال على آدم حتى أغواه بمشيئة الله – لا بسلطان من الشيطان.

فهبط آدم وزوجه معه إلى دار التناسل والتكاثر وعمارة الأرض وخلافته عليها. ومعهما هبط الشيطان للإضلال والفساد. فهبط إلى الأرض آدم بخيره وخير ذريته المهتدية بجانب ذريته أعوان الشيطان، وهبط مع الجميع برامج النكاية بالعدو والغدر – يستخدمها من شاء ويتقيها من شاء. (قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين.) (البقرة: 36). وقال بعض المفسرين: “إن كانت العداوة في الأصول فهي في أبليس والحية وليس بين آدم وحواء وأن كانت العداوة في الفروع فهي تشمل إبليس وذرية آدم.” (أنظر حاشة الصاوي على تفسير الجلالين، ج 1، ص 44).

ثم انبرى لفعل الخير كل مَنْ هداه الله مِنْ ذرية آدم واتبعوا قوله تعالى:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.) (المائدة: 2).

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب ومسلم والترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب عن النواس بن سمعان قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم، فقال: “ما حاك في نفسك فدعه”. وفي رواية ابن مسعود “الإثم حواز القلوب، فإذا حز في قلب أحدكم شئ فليدعه”. الدر المنثور، المجلد 2، ص 452.

أما الغاوون فقد حق فيهم قوله تعالى: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) (البقرة: 205).

ثانياً: معاناة الإنسان على الأرض وموقف المسلم:

وعلى الأرض طفق آدم وزوجه وبنوه يخصفون على معاناتهم من ورق التقوى ويسترون الشدة بالصبر ومغالبة الشيطان وأعوانه بجهاد النفس. والشيطان لا ينفك ينسج في حبائل الإغواء ويقاتل المسلمين والمؤمنين على الأرض، ومحور هدفه إخراج آدم وذريته من طاعتهم لله المعبود بالحق.(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ….. ) (القرة: 117).

وانزلت صكوك الأذن لبني آدم المسلمين بقتال الكفار والمشركين المعتدين على المسلمين. ومشيئة الله تتخذ من كسب الإنسان وسيلة، فالعذاب من الله ولكن على أيدي المسلمين.(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين).  (التوبة: 14).

والدهر قُلَّبٌ بين نصر وهزيمة وذلك لزوم الشكر عند النصر، والصبر عند الهزيمة والاعتماد على ربنا فهو الناصر والمعين. والله عز وجل يسرى عن المسلمين بقوله: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس) . (آل عمران: 140).

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم : “إن يقتل منكم يوم أحد فقد قتلتم منهم يوم بدر”.

وأخرج ابن جرير عن قتادة: “والله لولا الدول ما أوذي المؤمنون، ولكن قد يدال للكافر من المؤمن ويبتلى المؤمن بالكافر …..” – أنظر السيوطي: الدر المنثور في التفسير بالمأثور، المجلد 2، ص 141.

ثالثاً: تطور الباطل وسبل مناهضته وزهقه

والمعارك لما تنقضي بعد. فكما أمر المسلمين باعداد القوة لمجابهة العدو الكافر، فقد هيأت المشيئة الربانية للعدو أن يتخذ سلاحه. وهذا السلاح يؤتي بالعلم الذي وهبه الله لبني آدم – كافرهم ومسلمهم على السواء. قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم). (العلق: 1، 2، 3، 4، 5). فمن قرأ باسم ربه الذي خلقه جاء بعلم يفيد البرية في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وفوق هذا وذاك استخدم علمه في نفع البشر. أما من قرأ باستكبار وضلال فيجي بعلم قد ينفع الناس في الدنيا فقط، وتسول له نفسه باستخدام علمه في إيذاء البشر ونشر الأوبئة والأمراض من المختبرات العلمية. وكل ذلك يفعله الكافر بدافع المكر والخداع. (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون). (الأنعام: 123).

سلاح فيروس كورونا-19 ولقاحه:

وآخر مستجدات مكر الكافرين هو ما ورد عن نية الكفار حقن المسلمين بتطعيم ضد وباء كورونا الذي اجتاح العالم في نهاية عام 2019 ومازال مستمراً في 2020م. وفي هذا اللقاح توضع شرائح التحكم في الجينات الوراثية للبشر ولاسيما المسلمين، وذلك ليردوهم عن دينهم الإسلام. قال عز وجل: (بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين * فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)  (الروم: 29، 30).

أما المسلم فيواجه مكرهم بالاعتماد على ربه موقناً بما يلي من الإيمانيات:

أ) لا تبديل لخلق الله كما ورد في الآية أعلاه – الروم: 30.

ب) كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ….. (المائدة: 64).

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي: “كلما أجمعوا أمرهم على شئ فرَّقه الله وأطفأ حدهم ونارهم، وقذف في قلوبهم الرعب”. الدر المنثور، المجلد 2، ص 526.

جـ) ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً. (النساء 141).

سبيلا، أي طريقاً بالاستئصال، دفع بذلك ما يقال أن الكفار بالمشاهدة لهم سبيل على المؤمنين في الدنيا، فأجاب بأن معنى ذلك أن الكفار لا يستأصلون المؤمنين. . (أنظر حاشة الصاوي على تفسير الجلالين، ج 1، ص 336).

د)قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين). (البقرة: 251). ففضل الله يشمل المسلم والكافر، فكما سلط الكافر على صنع هذا اللقاح الوبال فسوف يسلط آخرين من خلقه لصنع مضاد لهذا اللقاح، والضد قد يكون بالهكر وإفساد شرائح اللقاح من داخل برامج الصوفت وير في الكمبيوتر، فيدفع الله الباطل عن خلقه. وقد يكون نسخ مفعول شريحة اللقاح بالتدخل الإلهي المباشر فيبطل المفعول بقدرته سبحانه وتعالى، ولله الأمر من قبل ومن بعد. وموعدنا معهم يوم إبطال سر التقنية عندما لا تعمل الطائرات ولا الحاسوب الذي يوجه القنابل الذكية، فتكون المعارك بالسيف وجهاً لوجه، فيختبئ اليهودي خلف الحجر، فينادي الحجر للمسلم معلناً أن خلفه يهودي، فيقتله المسلم.

واخيراً فأنا مطمئن على نصر الله للمسلمين، ولن يجعل الله للكافر سبيلا إلى ضرر المسلمين. فالإيمان بالغيب والظن الحسن في ربنا الكريم يجعلني أستشرف رحمة الله في إزهاق الباطل. (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب). (الرعد: 28).

وحسبنا الله ونعم الوكيل. وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم.

عبد الرحمن محمد عبد الماجد ود الكبيدة.
22 مايو 2020م.

Scroll to Top