بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد المبعوث باليسر والتبشير وعلى آله وصحبه ذوي القدر الكبير

من نوادر العرب

1- من نوادر المعلمين:

ذكر الجاحظ أنه كان له صديق معلم غزير العلم. فكان الجاحظ يختلف إليه ليسامره، فافتقده الجاحظ يوماً. قيل له أنه قد مات له ميت. قال الجاحظ: فذهبت إليه فإذن لي بالدخول. فقلت له: عظم الله أجرك، لقد كان لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، كل نفس ذائقة الموت، فعليك بالصبر، ثم قلت له: هذا 

الذي توفي ولدك ؟ قال: لا، قلت: فأخوك ؟ قال: لا، قلت: فوالدك ؟ قال: لا، قلت: فابنتك ؟ قال: لا، قلت: فزوجتك ؟ قال: لا، قلت: وما هو منك ؟ قال: حبيبتي، فقلت في نفسي هذه أول المناحس، فقلت: سبحان الله النساء كثير وستجد غيرها، فقال: أتظن أني رأيتها ؟ قلت: هذه منحسة ثانية، ثم قلت: كيف عشقت من لم تر ؟ فقال: أعلم أني كنت جالساً في هذا المكان، وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجلاً عليه برد وهو يقول:                           

يا أم عمرو جزاك الله مكرمةً       ردي عليّ فؤادي أينما كانا

لا تأخـذين فـؤادي تلعـبين به       فكيف يلعب بالإنسان إنسانا                                 

      فقلت في نفسي لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها، ما قيل فيها هذا الشعر، فعشقتها. فلما كان منذ يومين مر ذلك الرجل بعينه وهو يقول:

لقد ذهب الحمار بأم عمرو       فلا رجعت ولا رجع الحمار

فعلمت أنها ماتت، فحزنت عليها، وأغلقت المكتب وجلست في الدار.

2- من نوادر النحاة:

كان لبعض الرجال ولد نحوي يتقعر في كلامه. فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت، فاجتمع عليه أولاده، فقالوا له: ندعوا لك فلاناً أخانا ! قال: لا، إن جاءني قتلني. فقالوا نحن نوصيه أن لا يتكلم، فدعوه. فلما دخل عليه قال: يا أبت: قل لا إله إلّا الله تدخل الجنة، وتفوز من النار. يا أبت: والله ما أشغلني عنك إلّا فلان، فإنه دعاني بالأمس، فأهرس وأعدس واستبذح وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوذج وافلوذج، فصاح أبوه: غمضوني، فقد سبق ابني ملك الموت إلى قبض روحي.

3- من نوادر الفقهاء:

  سكن بعض الفقهاء في بيت سقفه يقرقع في كل وقت. فجاء صاحب البيت يطلب الأجرة، فقال له الفقيه: أصلح السقف، فإنه يقرقع، قال: لا تخف، إنه يسبح الله تعالى. قال الفقيه: أخشى أن تدركه رقة فيسجد.

  وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

Scroll to Top