بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قرأت لك القول الصحيح فى مشروعية المديح

هذه قراءة من كتاب : (القول الصحيح فى مشروعية المديح) تأليف الشيخ / أحمـد عبد الباقي بن الشيخ دفع الله الصائم ديمه.

توطئة:

إن المدح والثناء يضادَّان الذم والعتاب . وهما أدوات تقييم . فمن أنكر المدح لزمه إنكار الذم وتعيَّن عليه عدم ذم المادحين , وبهذا يدخل فى الدور الذى ينهدم به المدح والذم على السواء , وتضيع بهذا الإنهدام معالم الخير وتشيع الفوضى والتنكر لكل طيب ونبيل . كما يمكن القول بأن كل من أنكر المدح لزمه ثبوت الذم وتعين عليه , لأن كل مدح نقيضه الذم , فالشعر مثلاً يوصف بأنه إما مستحسن أو مستقبح فمن أنكر ذلك يوصف بأنه لا عقل له ولا ذوق .     ويتكون الكتاب من قسمين :

القسم الأول: مفهوم المدح والمديح :

    وجاء فى هذا القسم ما يلى :

1/ تعريف المدح :

    فكلمة (مَدْحٌ) : لغة : هو الثناء الجميل أو ذكر الصفات الحسنة . واصطلاحاً هو كل قول من شعر أو نثر أريد به ذكر صفات وشمائل النبى صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته وعموم صالحى أمة الإسلام .

    ثم وضح الكاتب قوله تعالى : (والشعراء يتبعهم الغاوون)، وذكرأن الآية وصفت الشعراء بالغواية وهم الشعراء الذين يمدحون من لا يستحق المدح من الظالمين , والذين يقذعون القول فى أعراض الناس ويشببون بالنساء , ويسألون الناس متكسبين بشعرهم . بينما استثنت الآية المؤمنين الذين يسخرون شعرهم للتحدث عن توحيد الله عز وجل والثناء عليه ومدح النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل بيته ومن سار على نهجه ونصرة الإسلام والدعوة إلى مكارم الأخلاق , فهؤلاء اعتبرتهم الآية من المجاهدين بالكلمة المنتصرين للإسلام .  أما عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : “لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم وإنما أنا عبدالله فقولوا عبدالله ورسوله” . فأوضح الكاتب أن النهى هنا يقصد به عدم وصف النبى صلى الله عليه وسلم بالأوصاف التى تنسبه إلى شئ من الألوهية كقول النصارى فى عيسى أنه ابن الله أو ثالث ثلاثة .

      فالمقصود بالمداحين هنا الذين يمدحون الناس بما ليس فيهم أو يمدحون الظالمين , مستدلاً على أن مدح الشخص بخلاله الطيبة قد عده النبى صلى الله عليه وسلم (عاجل بشرى المؤمن) .

2/ حقيقة اعتقاد المادحين :

    كما وضح الكاتب حقيقة اعتقاد المادحين، وقرر أن مَنْ وصف الرسول صلى الله عليه وسلم أو أى شخص بما هو محضُ حقٍ لله تعالى مما لا يشاركه فيه أحد من خلقه مثل وصف النصارى عيسى بن مريم بالألوهية فذلكم هو الإطراء المذموم الذى ضرب به المثل الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديثه باللفظ الصريح . أما مدحه صلى الله عليه وسلم بسنى الخصال التى خصه الله بها فهو واجب ومطلوب لتثبيت أركان المحبة فى قلب المؤمن , وقد أجاد الإمام البوصيرى حين قال :

دع ما ادعته النصــــارى فى نبيهم       واحكم بما شــئت مدحاً فيه واحتكم

فانسب إلى ذاته ما شئت من شـرف      وانسب إلى قدره ما شئت من عظم

فإن فضل رســــــــــول الله ليس له      حد فيعـــرب عــنه ناطق بفــــــــم

3/ المدح النبوى وسيلة للدعوة إلى الله تعالى والتعرف على سيرته صلى الله عليه وسلم:

    ثم يذكر الكاتب فوائد مدحه صلى الله عليه وسلم فيقول إن المدح النبوى وسيلة من وسائل الخير الذى سنامه التعرف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم . فبالتعرف على سيرته يزداد المؤمن معرفة ومحبة للرسول صلى الله عليه وسلم , وبالوقوف على شمائله صلى الله عليه وسلم يتطلع المسلم للإقتداء به والسير على سنته فيكتسب رضا الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب الإتباع .

    وتأكيداً لذلك فقد أورد الكاتب بعض نماذج لأشعار الصحابة والتابعين من العلماء والصلحاء الذين اقتدوا بالصحابة فى نظمهم الأشعار , وبالطبع لم يفته ذكر شعراء المديح السودانيين .

القسم الثانى: أدلة مشروعية المدح والمديح

    ونجد فى هذا القسم مدح القرءان له صلى الله عليه وسلم والنماذج لأشعار الصحابة والتابعين من العلماء والصلحاء الذين اقتدوا بالصحابة فى نظمهم الأشعار , وبالطبع لم يفته ذكر شعراء المديح السودانيين .:

أ/ ذكره صلى الله عليه وسلم ومدحه فى القرءان الكريم والكتب السماوية الأخرى :

    ويكفينا هنا قوله تعالى : ” وإنك لعلى خلق عظيم ” – القلم 4 .

   وقد مدح الله عز وجل نبيه فى التوراة والإنجيل فقال تعالى : ” الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوباً عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم ” – الأعراف 157 .

ب/ إقراره صلى الله عليه وسلم لمن مدحه وتكريمه المادحين :

    وفي السنة النبوية الشريفة نجد إقراره صلى الله عليه وسلم لمن مدحه . فقد مدحه سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا حسان بن ثابت وغيرهما ممن ذكرهم الكاتب فى نهاية الكتاب , فأقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على مدحهم له ولم ينكر عليهم , بل ظل يدعو لهم بالخير ويبشرهم كقوله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله يؤيد حساناً بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” . بل كان يكرمهم ويثيبهم على هذا المدح كإعطائه بردته لكعب ابن زهير وإطلاقه سراح الأسرى من قبيلة هوازن لما أنشده رئيسهم أبو جرول مستعطفاً الرسول صلى الله عليه وسلم  بأيام رضاعته صلى الله عليه وسلم فيهم .

جـ/ أمره صلى الله عليه وسلم ا لمادحين بمدح بعض أصحابه :

    عندما مدح حسان أبا بكر الصديق أقره الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك . كما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من كعب بن زهير أن يذْكُرَ الأنصار فمدحهم كعب فى قصيدة مطلعها كما يلى  :

من سره كرم الحياة فلا يزل          فى مقنب من صالحى الأنصار

د/  إقرار الصحابة رضى الله عنهم للمدح وإتيانهم به :

    وبعد انتقال النبى صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى مدحه حسان وأقره الصحابة على ذلك . كما رثاه صلى الله عليه وسلم  صحابة آخرون .

    وفى نهاية الكتاب ذكر الكاتب أسماء الصحابة الذين مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم فأوصل عددهم إلى الثلاثة والثلاثين صحابياً وصحابية .

  قراءة: عبد الرحمن ود الكبيدة
Scroll to Top