بسم الله الرحمن الرحيم

زيارة الشيخ

خليل: ما لي يا أخي، سمير، أراك مهموماً.

سمير(بصوت حزين تسبقه تنهيدة) إنني في مشكلة ومحنة. أجد في نفسي تكاسلاً عن الصلاة لوقتها.

خليلوما الذى يمنعك منها؟

سمير: لا ادرى يا خليل، كلما اردت الذهاب قلبي يحدثني بأن لا اذهب.

خليل: هذا أمر سهل العلاج. هيا بنا إلى الشيخ صالح.

سمير: ومن هو الشيخ صالح ؟

خليل: إنه رجل صالح يسكن في حي البركة الذي لا يبعد كثيراً عن حينا.

سمير: وكيف عرفت صلاحه ؟ الصلاح أمر في باطن المرء، يعرفه الله وحده.

خليل: نعم يا أخي سمير فالله يعلم كل شئ عن خلقه. ولكن نحن نعلم بحسب مقدرتنا البشرية، فنعلم أخلاق وتصرفات بعضنا قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). ولمعرفة باطن الشيخ صالح، علينا أن نرى أعماله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان”، فإن ذهاب الرجل بقدميه إلى المسجد دل على إيمانه في قلبه. والشيخ صالح هذا هو رجل مشهود له بالصلاح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن بعضكم على بعض شهداء”.

وقال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). فهذا أمر بالذهاب للشيخ العالم الذاكر من أجل الفتوى. فهو رجل من أهل الذكر والحكمة، وسوف نجد عنده حل مشكلتك هذه.

سمير: أفادك الله زيادة في العلم، هيا فلنذهب إليه.

خليل:(لملازم الشيخ): السلام عليك يا أخي. هل بمقدورنا أن نقابل الشيخ صالح ؟

الملازم: نعم، تفضلا بالجلوس.

    (يجلس خليل وسمير على البساط).

    (يذهب الملازم ويعود حاملاً كوبين من العصير، فيقدمه للصديقين).

    (يخرج الملازم ثم يعود، منادياً ضيفيه بالدخول على الشيخ).

    (يدخل خليل وسمير على الشيخ، يجدانه جالساً على البساط. يقوم الشيخ ويصافحهما مرحباً

     ويأمرهما بالجلوس، ويقبل خليل يد الشيخ).

الشيخ: (مرحباً). ما شأنكما، خيراً إن شاء الله ؟

سمير: إنني أجد في نفسي فتوراً عن الصلاة لوقتها، فما تدلني عليه للعلاج ؟

الشيخ: هل تتلو القرءان ؟

سمير: تلاوة في فترات متباعدة !

الشيخ: هل تبرّ والديك ؟

سمير: بعض الشئ ! فهما يضايقاني كثيراً عندما اود الخروج من المنزل.

الشيخ: هل تحب مساعدة الآخرين ؟

سمير: أحبها كثيراً، فهي تشغل معظم وقتي وهي سبب خروجي من المنزل.

الشيختلاوة القرءان وبر الوالدين يجلبان الخير للنفس وللروح، وحبك للخير هو الذي زرع فيك البحث عن علاج لنفسك ضد تهاونك في الصلاة. يا بني إن تلاوة القرءان تعلم المرء أخلاق النبوة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرءان فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه”. وطاعة الوالدين وبرهما ترضي الله تعالى؛ قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حُـسناَ).أما صلة الرحم فهي تزيد في بركة العمر وفي المال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أراد أن يزاد له في عمره وينسأ له في رزقه فليصل رحمه”.

فعليك يا بني بتلاوة القرءان وبر الوالدين وفعل الخير تنشط روحك للعبادة.

سمير و خليل: شكراً لك أيها الشيخ الكريم، ونرجو أن تدعو لنا الله أن يوفقنا إلى فعل الخير، فإننا نحسب أن لك عند الله منزلة.

الشيخجزاكما الله خيراً على ظنكما فيّ، واعلما أن كل من اتقى الله وجد عنده تعالى التكريم باجابة الدعاء. قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله اتقاكم). وحسن ظنكم بالمؤمنين يفيدكما نقاء السريرة، ولا نجد من هو أحسن ظناً بالمؤمنين من الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد جاء في السنة استعانة النبى صلى الله عليه وسلم بدعاء سيدنا عمررضى الله عنهحيث ورد أنه قال: “لا تنسنا يا أخى من دعائك”.

سمير و خليل(يودعا الشيخ): مع السلامة يا شيخنا الكريم.

خليل: (وهما في الخارج يسيران نحو حيهما): ألم أقل لك أن الشيخ صالح رجل عالم، وودود، ينصح المسلمين ويحل لهم مشاكلهم، فإن زيارة رجل صالح مثله تزكي الروح وتهذب النفس. تجد فيها علماً، وتجد دعوات مباركات من رجل مجاب الدعاء.

سمير: شكراً يا أخي على تعاونك وحسن مشورتك. فقد أفادتني زيارة هذا الشيخ كثيراً، وسوف أعمل بنصيحته، ولن أنقطع عن زيارته ومشورته إن شاء الله تعالى.

Scroll to Top