بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
خواطر في القرءان والسنة
كتبها / عبد الرحمن (ود الكبيدة)
هذه مجرد خواطر بدت لي وأنا أتلو القرءان الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي فهم عنَّ لي، فلا أدَّعِي فيه نفي غيره من فهم الآخرين.
1- (أسرى بعبده ليلاً من المسجدالحرام …….. إنه هو السميع البصير) الإسراء، 1. “السميع” لأن المعراج والإيمان به هو إيمان بالسمعيات التى لا جدال فيها.
و”البصير” لأن ما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم رؤى بصيرية ورؤية بصرية لا تطيقها العين العادية ما لم يوفقه الله لرؤيتها، وقد وفقه.
2- مر الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج متجولاً في الزمان البرزخي والمستقبل، فرأى الأنبياء. كما مر في المكان الذي هو خارج أبعاد مكاننا فرأى الجنة والنار .
3- قال تعالى: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) الحجر، 29.
أ) هذه هي الروح التي بسببها فضل آدم على المخلوقات الأرضية، وهي ليست الروح التي تعطي الحركة لأنها موجودة في الحيوان والنبات ولم تعطهما التفضيل. بل هي روح العلم والفكر والوجدان وروح التمييز بين الأشياء والاختيار بينها، وبهذه الروح فقد أعطي آدم قابلية تعلمه الأسماء والعلوم، وبها صار الإنسان عالماً، وما أوتي من العلم إلّا قليلاً، فهي ليست بالكمال الإلهي: (ولم يكن له كفواً أحد) الإخلاص، 4.
ب) لذلك من اتصل بالله تعالى عن طريق العقل انفصل، ومن اتصل عن طريق الجسد والمادة انفصل، ولكن من اتصل عن طريق الروح اتصل، ودامت صلته بربه تعالى.
4- حديث: “أعقلها وتوكل”.
أفعل الفعل ثم التجئ فيه إلى الله تعالى. “إياك نعبد” أي نعبد وندين لك أولاً، أي نفعل ما طلبته من التكليف. “إياك نستعين” أي ثم نطلب ما تمنحه لنا بالتكريم والتشريف من الهداية. قم بالواجب ثم طالب بالحقوق، أعقلها وتوكل.
5- حديث: “عليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل”.
طي الأرض من الكرامات التي تمنح للأخيار. ولما كانت الكرامة من خفيات الأمور فالليل أخفي لها من النهار وأستر لمن تقع على يده، حيث الولي مأمور بإخفائها، وليس إظهارها.
6- حديث: “إنما جعل الإمام ليؤتم به”.
الصلاة هي صلة بين العبد وربه، وهي موقف خصوصية. ومع هذه الميزة كانت أكثر ثواباً عندما تكون في جماعة، وللجماعة قيادة وإمام، مما يشير إلى أنه حتى في خصوصية السير إلى الله ومناجاته لا بد من قائد وخبير ودليل.
7- حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ بعضهم، يمسحه بيمينه: “أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلّا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً”. الدعاء معلوم، ولكن ما سر المسح باليد، فهي يد لا تحمل مصلاً ولاحقنةً ولاحبوباً، أفلا يعني هذا أن لكلمات الدعاء بركاتٍ تتنزل في يد المداوي، فيمسح بها على مكان الداء ؟ أفلا يفيد هذا تكامل المادي المسموع (الكلمات) مع الروحي المُحَس (الشفاء).
8- حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم”ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات”. “قيل” كناية عن ترديد أقاويل الآخرين التي لا سند رواية لها من جهة الناقل والمردد، و “قال” تفيد كثرة المبادرة بالحديث والثرثرة من جهة المتحدث؛ و “كثرة السؤال” تفيد الإكثار من سؤال الناس مالاً، أو الإلحاح في الاستفسارات؛ و “إضاعة المال” هي الإسراف والتبذير في إنفاق لا طائل منه. وهذه مجموعة تكثير موجبة بغيضة: (إكثار من قيل، ومن السؤال، ومن الإنفاق). أما مجموعة التقليل البغيضة فهي: (منع النفقة، إمساك البر عن الأمهات، وإزالة الحياة من البنات). فثلاث مقابل ثلاث في تقابلية بليغة موجزة.