بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
اللهُمَّ صلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلِّمْ
بُكائِية عَلَى وَالِدِي وسَيِّدِي أبوي الشَّيخ عَبْدُ الرَّحَمَن ود الكِبيدة
أَبَتَاهُ وَقَدْ فَاضَتْ بِرَحِيلِكَ مِنَّا العَبْرَاتْ
فَتَدَلَّى سَحَابُ الشِّعْرِ يُسَاقِطُ مَطَرَاً
مَعْدُودَ القَطَرَاتْ
يا حُورِيَّاتِ الضَّادِ السَّجْعِ اللاتِي
أجْهَدَهَا أنْ تَحْبِسَ أنَّاتِي
فِي وَرَقٍ أو بِضْعَةِ كَلِمَاتْ
حَارَتْ مِنْ بَيْنِ لُغَاتْ
وكَيْفَ لَهَا أنْ تُرْسِلَ لَهَجَاتٍ
مِنْ بَيْنِ لُغَاتٍ
تَاهَتْ مَا دُونَ ذَرَاكْ
وكَيْفَ لَهَا أنْ تَسْعَى لِرَثَاكْ
وتَهِيمُ بِأحْوَالٍ
لِأُنَاسٍ وَصَلُوا أعْلَى الدَّرَجَاتْ
فَلْتَغْفِر لِي مَا دُونَ الشِّعْرِ
إنِّي يُؤلِمُنِي طُولَ العُمْرِ
يَهْتِكُ أقْلَامِي وَحَنَانِي
شَوْقٌ لِلْغَوْثِ الرَّبَّانِي
صَفْحٌ .. إِرْشَادٌ .. وَمَلَاحَة
جُودٌ يُغْدِقُ كُلَّ مِسَاحَة
وَشَمَائِلُ عُظْمَى تَسْبِي الأرْواحَ
كي تَبْقَى فِينَا البَرَكَاتْ
يَاأَبَتِ كُنْتَ عَلَيْنَا نُورَاً يَسْطَعْ
كُنْتَ تُرَقِّينَا فِي السَّيْرِ
وكُنَّا نُوْلَعْ
بِثَوَانِي الكَلِمِ الأمْتَعْ
بِحَدِيثٍ مِنَكَ فَصَارَ المَرْجَعْ
بِمَلَامِحَ تَرْفَعُنَا لِمَقَامِ رَجَاءٍ
ومَدَامِعَ خَوْفٍ مَقْصَدُهُ المَوْلَى
ودُعَاءٌ فِي الشِّدَة ورَخَاء
وحَنَانٌ لِلْكُلِّ سَوَاء
ولَكُمْ فِي دَرْبِ المَوْلَى كَسْبٌ وهِبَاتْ
فَبِجَاهِكَ يَا مَوْلَى الآبَاء
ولَوْلَا دَفْعُكَ عَنَّا لِوَبَاء
وَبِحَقِّكَ لَوْلَاهُ نداء
لَتَقَدَّمَ صَدْرِي مِنْهُ يَحْمِيكْ
لَكْنْ كَيْفَ أُدَاوِيكْ
أَمْ كَيْفَ أُدَاوِي مَفْجَعَنَا
كَيْفَ لَناَ أنْ نُسْكَنَه
أَمْ كَيْفَ لَنَا أَنْ نُخْمِدَه
حُزْنَاً بِرَحِيلك عَنَّا
عَلَى عَجَلِ المِيقَاتْ
لَكِنَّكَ لَبَّيْتَ المَولى.. آتٍ .. آتْ
فَعَلَيْكَ شَآبِيبُ الرَّحَمَاتْ
مِنْ بَعْدِ فِرَاقِكَ إنَّا
عَلَى عَهْدِكَ مَا أنتَ الغَائِبْ
أوَمَا دَرَّسْتَنَا نَهْجَ السَّائِر
إذْ كَيْفَ يصِيرُ غِيابْ
وبِكُمُ كَانَ التَّعْلِيمُ
وكُنْتَ مُحَاضِرْ
لِعُقُولٍ تَهْدِي الحَائِرْ
وبِتَنْقِيحِكَ هَذَا المِنْهَاجْ
صَارَ لَهُ فِي الخَلْقِ نِتَاجْ
عِلْمٌ أنْتَ بِشَارِحِهِ
وَطُلَّابٌ فِي كُلِّ مَسَارْ
هَذَانِ لَكُمْ أَخْيَارْ
وَخُلُودٌ مِنْ بَعَدِ وَفَاةْ