بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصبه وسلم.

الهدى النبوى الاعلامي – 1

تحليل / عبد الرحمن ود الكبيدة

حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ دعوته إلى كل من اتيح له أن يتصل به. وخاطب الملوك باعتبارهم قادة أممهم، والناس على دين ملوكهم. أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شتى الملوك والرؤساء يستحثهم للإسلام، وفي هذه الرسائل أكبر دليل على انتشار الإسلام سلمياً، وليس بحد السيف كما يزعم المستشرقون 

ومن شايعهم ممن أخذ برأيهم واقتدى بفكرهم ونقل عنهم. فقد وضع لنا النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة مفادها أن ما يبلغ بالكلمة لا يعدل عنها إلى غيرها، وقد تؤثر الكلمة في مواطن أكثر مما يؤثر السيف. وفي رسائله صلى الله عليه وسلم للملوك يتأكد لنا قوة إيمانه صلى الله عليه وسلم وشجاعته التي جعلته يخاطب ملوكاً لهم من الأتباع العدد الجم، بينما المسلمون قلة تتخطفهم أيدي قريش.

وهذه رسالته إلى هرقل، ملك الروم.


وهذا هو نص الرسالة وفق ما جاء في الوثيقة الأصلية:

1- بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبدالله ورسوله إلى

2- هرقل عظيم الروم السلام على من اتبع الهدى أما بعد

3- فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله

4- أجرك مرتين فإن توليت فعليك إثم الأريسيين “ويا أهل

الكتاب تعا

5- لو إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلّا الله

6- ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من

7-  دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمو                                           

8- ن   

علامة الختم: الله رسول محمد

من الهدي النبوي في هذه الرسالة:

* خاطبه صلى الله عليه وسلم بقوله: “عظيم الروم” ولم يطلق له العظمة، بل نسبه بين قومه فقط، أي أنزله منزلته وسط رعاياه، فهو عظيمهم وسيدهم، وفي هذا حفظ مقامات الرجال، وتلطف في الخطاب، من باب (قولا له قولاً ليناً) طه، 44.

      * في قوله صلى الله عليه وسلم: “سلام على من اتبع الهدى” تخصيص بالسلام على من اهتدى للإسلام الذي هو أمان للمسلم في الدارين، فالسلام من أسماء الله تعالى، والسلام من معاني الإسلام. فمن لا يسلم لا سلام له من غضب الله.

      * في قوله صلى الله عليه وسلم: “دعاية الإسلام” نجد لفظاً سبق به النبي صلى الله عليه وسلم لغة ومفاهيم عصره، فـ “الدعاية” اليوم هي علم تُفْتّـح له عدة أبواب من سياسية، علمية، تجارية، دينية، وغيرها، فهو علم الاتصال بالجماهير لترويج ما يراد إيصاله إليهم.

      * “اثم الأريسيين”: فالأريسيون هم المزارعون أو دهماء الناس وجهلاؤهم، فهرقل بعدم إيمانه يتحمل وزر قومه الذين هم تبع له في الدين والاعتقاد.  

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
Scroll to Top