بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

الله . . ليس كذلك 3 – 3

كتبه / عبد الرحمن (ود الكبيدة)

لم يرق لأوربا أن تكون مدينة للعرب والمسلمين في نهضتها العلمية والأدبية والفكرية، بل راحت تنتحل منجزات العرب الفكرية وتدعيها لنفسها.

    نسب الغرب العلم التجريبي إلى روجر بيكون (1211م- 1294م). لقد أدرك علماء العرب أن التجريب هو طريقة البحث المثلى لاستخلاص القوانين، وقد قام على هذا التجريب علماء أجلاء مثل ابن الهيثم والكندي. وينسحب هذا أيضاً على الرياضيات، وذلك بوضع المعادلات والقوانين وتنفيذها عملياً للإفادة منها.

    * استغل روجر بيكون فكرة التجريب، ممهداً لظهور مخترعات وتطويرات جديدة. ولكن في الوقت الذي أبدع فيه علماء المسلمين والعرب مستخدمين منهج التجربة العلمية، فقد كان رؤساء طائفة الفرنسيسكان يرتابون في علم روجر بيكون ويتهمونه بأنه يتدخل بأفعاله المتعمدة قصداً في تبديل خلق الله. فالغرب يغمط العرب حقهم في ابتكار منهج البحث العلمي ويرده إلى روجر بيكون، ثم بعد ذلك تقف الكنيسة ضده وترفض منهج بيكون التجريبي.

    * اعترف أدلهرد فون باث بأنه كثيراً ما نَحَل أفكاره الخاصة مؤلفين عرباً، يبتغي بنسبتها إليهم أن يظفر لها بالتأييد فتسود.

    * ادَّعى الغرب اكتشاف الدورة الدموية ونسبها للإسباني ميكائيل سرفت (1553م) والإنجليزي وليام هارفي (1616م)، ولكنها من اكتشافات ابن النفيس رئيس أطباء مستشفى الناصرة بالقاهرة من عام 1260م إلى 1288م. وهؤلاء الأطباء الغربيون عاشوا بعد ابن النفيس بثلاثمئة سنة.

    * إن الجراح الأندلسي الكبير أبا القاسم (توفي عام 1013م) هو أول من قام بإيقاف نزيف الأوعية الدموية الكبرى، ولكن الغرب نسب هذا الجهد الطبي للجراح الفرنسي أمبراز باري (1552م).

    * كما أن أبا القاسم هذا نصح بوضع التدلي أثناء التوليد، ولكن الغرب نسبه إلى الألماني فالخر (1856م – 1935م) حتى صار يعرف باسم التدلي الفالخري.

    * ونجد أيضاً أبا القاسم الذي نصح في إجراء الجراحة في التجويف أسفل السرة بحيث يرفع الحوض والعجيزة والقدمان، والغرب نحله للجراح الألماني ترندلبرج (1844م – 1924م) ويشتهر بالوضع الترندلبرجي.

    * كما كان أبو القاسم أول من شخص مرض الفِقَر والمفاصل، غير أن الغرب نسبه إلى برسيفال بوت (1712م – 1788م) وخلده تاريخ الطب باسمه: البلاء البوتي أو البلية البوتية.

    * وفي ختام الكتاب دعت الكاتبة كلا من العرب والغرب إلى تجنب الانغلاق والتقوقع الذاتي، بل دعتهم إلى الانفتاح على بعض. ودعت الغرب على وجه الخصوص إلى نبذ التضليل المتعمد فيما يختص بمنجزات العرب والمسلمين. وتقول الكاتبة:

       “إن الإسلام هو ولا شك أعظم ديانة على ظهر الأرض سماحة وإنصافاً، نقولها بلا تحيز، ودون أن نسمح للأفكار الظالمة أن تلطخه بالسواد، إذا ما نحينا هذه المغالطات التاريخية الآثمة في حقه، والجهل البحت به، وإن علينا أن نتقبل هذا الشريك والصديق، مع ضمان حقه في أن يكون كما هو”.

 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
انتهى 
Scroll to Top