بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهأم الإنسان . .
أيهما أقدر على رعاية حقوق الإنسان ؟
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
يتناول الكتاب موضوعاً يشغل الساحات السياسية، الثقافية والاجتماعية هذا الوقت، وهو موضوع حقوق الإنسان.
وسؤال الكاتب يكاد يكون سؤال استنكار لمقدرة البشر على هذه الرعاية.
وهنا يقسم الكاتب المجتمع إلى فرقتين: فرقة المسلمين التي تدين لله بأنه موجدهم، وهو وحده من يشرع لهم شرعاً يحقق لهم حقوقهم. والفرقة الثانية هم أهل النظم البشرية الذين يدينون بالديمقراطية وسيادة الإنسان على نفسه بما يضعه هو من تشريعات أرضية.
* حقوق الإنسان في الإسلام:
يلفت الكاتب النظر إلى تكريم الله تعالى لبني البشر، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) الإسراء، 70. وأسجد له الملائكة سجود تكريم، جاء في قوله تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلّا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) البقرة، 34. وامتد هذا التكريم إلى الهداية الربانية التي أرسل الله من أجلها رسله إلى البشر، وجعل سلطة التشريع وتنظيم المجتمع سلطة ربانية مستمدة من وحي الله تعالى إلى رسله عليهم السلام.
وقد جرى تطبيق هذا الشرع على أتمه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الأربعة الراشدين (أبو بكر، عمر، عثمان، وعلي). واتسمت الشريعة الإسلامية بالحرية والعدل: حرية المعتقد ويندرج تحتها حرية الرأي: قال تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) البقرة، 256. و قال تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف، 29. وحرية التملك الإقتصادي، والحرية السياسية التي تكفل للفرد الترشح للقيادة. أما بالنسبة للعدل فقد تمثل في التعامل المتساوي لكل الناس أمام القضاء، ومن ذلك حديث شفاعة أسامة بن زيد في المرأة الشريفة التي سرقت ورفض النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشفاعة. وهنالك أخذ سيدنا عمر القصاص من ابن عمرو ابن العاص وقولته الشهيرة: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟”. والتاريخ الإسلامي زاخر بتطبيقات العدل والحرية.
وذكر الكاتب أن الجهاد الذي يزعم الغرب أنه إرهاب، لا وجود له تحت هذا المسمى الغربي. فقد أجمع جمهور الحنفية والمالكية والحنابلة على أن الجهاد القتالي قد شرعه الله لدرء خطر الحرابة، وليس للقضاء على الكفر.
* حقوق الإسلام عند الغرب:
أما عند المقارنة مع نهج الغرب فالكاتب يشير إلى خروقات الغرب لما ينادي به من حقوق الإنسان، وتعامله بالتفرقة والكيل بمكيالين. والأمثلة على ذلك لا حصر لها، نأخذ منها ما يلي:
– سحق سكان أمريكا الأصليين بحرب إبادة كادت أن تأتي عليهم جميعاً.
– لما ضاقت سبل الانتصار على اليابان ألقى الغرب قنبلتين نوويتين على هيروشيما في اليابان أبادت نصف مليون نسمة وأورثت الباقي أمراضاً فتاكة.
– لم نجد الإصغاء الغربي إلى صوت حقوق الإنسان في حرب الإبادة التي لحقت بمسلمي البوسنة والهرسك.
– يستمر الابتزاز لدول الخليج تحت غطاء الدفاع عنهم ضد أخيهم المسلم.
– احتلال العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل، وهي غير موجودة في العراق، بل هي في إسرائيل، ويحرم منها غيرهم من دول الشرق الأوسط.
– يرمي الغرب النفايات المشعة في دول إفريقيا والعالم الثالث دون مراعاة لحق هذه الدول الإنساني في الوجود سالماً بلا أمراض تسببها هذه النفايات.
تعليقنا:
لقد أوضح الكاتب حقوق الإنسان في الإسلام إيضاحاً بليغاً.
ولكننا نود الإشارة إلى أن الغرب العلماني لايهمه سوى تمتع الإنسان بحقوقه الدنيوية. غير أن المسلم يعترف لله بألوهيته وربوبيته على كل المخلوقات، وتنقسم الحقوق عنده إلى قسمين هما:
1- حق الله على العباد
2- حق العباد على الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: “حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً” …. وحق العباد على الله “إذا فعلوا أن لا يعذبهم” البخاري، اللباس، 101. فحق الله على العباد هو الذي أوجب على المسلم طاعة الله وإذعانه للتشريع الإسلامي ونبذه كل تشريع علماني لا ينسجم مع الشريعة الإسلامية.