الله . . ليس كذلك 2- 3

Written by Super User. Posted in قرأت لك

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الله . . ليس كذلك 2- 3

كتبه / عبد الرحمن (ود الكبيدة)

    قلنا في الجزء الأول من هذا الحديث أن زيغريد هونكه تصدت في كتابها: "الله . . ليس كذلك" علمياً وموضوعياً لما يلصقه الغرب ظلماً وعدواناً، أو جهلاً بالعرب والمسلمين، لتحررهم من قبضة الفئة التي زيفت التاريخ.

    * وهنالك مغالطة يروجها الغرب أن الإسلام انتشر بحد السيف. ولكن التاريخ يثبت لنا أن الدور الحاسم في انتشار الإسلام يرجع إلى التسامح العربي. قال تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) البقرة، 256؛ وقال عز وجل: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف، 29. يبلغ عدد المسلمين من الجنس الملاوي جنوب شرقي آسيا أكثر من 200مليون، أي أكثر من عدد المسلمين العرب، ومعروف أنه لم يصل جيش عربي إلى تلك المناطق، كذلك وصل الإسلام الصين 

وروسيا وجنوب إفريقيا بدون جندي عربي واحد. واليوم والمسلمون مستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها، لا قوة لهم ولا سيف، يدخل في الإسلام مئات الألوف سنوياً من الغرب والشرق.

    * كان من ظواهر هذا التسامح العربي الإسلامي أنه لا النصرانية ولا اليهودية قد استأصل، بل كفل لكليهما حرية التعبد وممارسة شعائرهم الدينية تحت حكم العرب لإسبانيا والذي دام قرابة ثمانمئة عام. فازدهرت العلوم والفنون ورفرف الرخاء على كل ساكنيها، فكان لها السبق والريادة على أوربا، فكان في قرطبة وحدها أكثر من عشرين مكتبة عامة. وكان ذلك في زمن ساد فيه موقف الكنيسة المعادي للفكر والعلم، فقد ذهب رجال الدين النصارى آنذاك إلى أن طلب العلم والمعرفة بعد ما أنزل الإنجيل تجديف وكفر بالله: "مثلما زعم من قبل توليان وأغسطين اللذان لعنا حب الاستطلاع أو الفضول المريض".

    * أما عن المرأة فقد زعم الغرب أن الإسلام يكبت المرأة ويهضمها حقوقها. ولكن عكس ذلك هو الذي نادى به الإسلام، فقد ساوى بين الجنسين في الحقوق والواجبات، (لهن مثل الذي عليهن بالمعروف) البقرة، 228. وحتى تعدد الزوجات الذي أملته ظروف الحرب وجعلته أمثل حل لرعاية الأيامى والثكلى واليتامى، فقد اشترطت لهذا التعدد العدل بين الزوجات وإلّا فلا، قال تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألّا تعدلوا فواحدة) النساء، 3.

    * يصم الغرب المسلمين العرب بأنهم مجرد نقلة للتراث اليوناني. غير أن هذه فرية يدحضها ما قام به العرب المسلمون من شروحات وتوضيحات وإضافات للتراث اليوناني. وفي بعض الأحيان قام العرب بنقد وتفنيد بعض الآراء الخاطئة في التراث اليوناني:

    - قام المشرح الطبيب العربي عبد اللطيف "أحد أطباء صلاح الدين الأيوبي" بتصحيح خطأين لجالينوس.

    - أما ابن النفيس الذي خلف عبد اللطيف في رئاسة المستشفى بالقاهرة فقد بين فساد نظرية جالينوس حول وجود ثقوب في الحجاب الحاجز بالقلب وبيَّن أنها خيال محض.

    - هنالك خطأ في نظريتي إقليدس وبطليموس الزاعمة أن العين تسلط نورها على المرئيات، فصوبهما عالم البصريت العربي ابن الهيثم مؤسس علم البصريات التجريبي، والذي وضع نظريات وقوانين عديدة في علم البصريات، مقدماً لأوربا نظرية تكاد تكون متكاملة حول الأشعة، بما في ذلك الأسس التي يقوم عليها استخدام العدسات والمجاهر، وكافة أنواع المرايا وآلة التصوير بالتعتيم الشمسي وكشافات الضوء الكهربية وغير ذلك.

    ففي واقع الأمر تظل أوربا مدينة للعرب والمسلمين بما نشروه من علوم كونية وطبيعية وفلسفية اتخذها الغرب منطلقاً لنهضته العلمية الحالية.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

يتبع