التربية والتعليم بين الماضي والحاضر 3

كتب بواسطة: Super User. Posted in ثقافة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التربية والتعليم بين الماضي والحاضر 3

إيجابيات وسلبيات التوسع في التعليم

      إن التعليم في السودان، شأن كل المرافق الحيوية، بدأ متواضعاً بالمدرسة الصغرى ثم الأولية ثم الوسطى ثم الثانوية. وكانت كلية غردون نواة لجامعة الخرطوم التي أعقبتها جامعة أم درمان الإسلامية فجامعة القاهرة فرع الخرطوم (النيلين حالياً) ثم المعهد الفني بالخرطوم (جامعة السودان حالياً). ثم جاءت جامعة الجزيرة وتلتها الجامعات الأخرى التي انتشرت في شتى ولايات السودان. وبنفس القدر توسع التعليم العام في مرحلتي الأساس والثانوي.

أولاً: إيجابيات ومحامد التوسع في التعليم:

      كان لهذا الانتشار والتوسع في التعليم إيجابيات أفادت السودان كثيراً، نذكر منها:

1- انتشار التعليم والوعي في كل اصقاع البلاد مما زاد النهضة المعرفية والحضارية.

2- تأهيل أكبر عدد من الشباب لشغل الوظائف المتزايدة بتزايد الشركات والمؤسسات الإقتصادية والاجتماعية.

3- النهوض بالريف من خلال النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والخدمية التي تقوم بها الجامعات في الأرياف.

4- تأهيل الرجال والنسوة الكبار تأهيلاً تقنياً وحرفياً وذلك في كليات المجتمع التي تركز على التدريب في الأنشطة الاقتصادية والحرف التقليدية بغية خلق مجتمع تنموي في وسط كبار السن الذين فاتهم قطار التعليم العام.

ثانياً: سلبيات ومثالب التوسع في التعليم:

      لن يكون للتعليم مثالب إلا إذا قام التوسع فيه على غير منهجية وتخطيط. وهذا ما أوجد سلبيات في التعليم نذكر منها الآتي:

أ- تحقيق الكثرة (الكم) ومراعاتها على حساب الجودة (الكيف) حيث تضاءل عدد الخريجين ذوي الكفاءة العالية، وذلك نسبة لتدني مستوى التحصيل الأكاديمي في كل مراحل التعليم.

ب- ضعف أداء المعلم لعدم تلقيه التدريب والتأهيل، ولعدم تحفيزه مادياً. فدخل المعلم لا يكاد يكفيه عيش الكفاف الأمر الذي يشغل ذهن المعلم بالبحث عن مصادر رزق إضافية.

جـ- تدهور البيئة المدرسية التي ينعدم فيها الكتاب المدرسي ومقاعد الجلوس ولا سيما في مدارس الريف.

د- إرهاق الطالب في المرحلة الثانوية بحشو من المواد (تجارية، أسرية، عسكرية، بيئية، بدنية) التي جاءت على حساب الجهد والوقت الذي يبذل في المواد الأساسية (لغات، إسلامية، رياضيات، العلوم بفروعها).

هـ- عدم تفرغ المعلم وبذل كل جهده في المدرسة الواحدة. كان المعلم في السابق ولا سيما في المدارس التي بها داخليات لسكن الطلاب - كان هذا المعلم يكرس جل وقته في المدرسة: تدريساً، متابعة، مراجعة وإشرافاً على الجمعيات المدرسية.

و- عدم الأنشطة المصاحبة للمنهج مثل الجمعيات المدرسية والمكتبة المدرسية. فقد كانت تلك الأنشطة تنمي قدرات ومواهب الطلاب، فيكتشف الطالب ذاته مبكراً ويسعي مستقبلاً في تحقيق طموحاته العلمية والفنية والاجتماعية.

 

                                                                                    يتبع.