لحظة وداع

كتب بواسطة: Super User. Posted in أدب

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صحبه وسلم

لحظة وداع      

تأليف الأستاذ/ سيد الحسن محمود

(ألفها وألقاها في حفل وداع الأستاذ/ عبدالرحمن ود الكبيدة من مدرسة

 كنانة الثانوية المختلطة، بنين - بنات، وذلك في 26أغسطس 1994م).

أبَـى الشــــعـــــر إلّا أن ألـــوذ بــدوحــــــه         مــــتـفـــيـئـاً ظـــــــلالــــــــــه والــبــحــــــــورا

يــجــــــــزنــي إذا نــمــــــت هــــــــنـيـئــاً         وهـمـــت في مـروجــه وقـطـفــــت الـزهـــــورا

واعـتـلـيـت أبـراجــــه وتـأمـلــت حـظــــي         واقــتحــمــت الـمـهـامــــه ولـثـمــــــت الـبـدورا

مــدَّثـراً بــرقــاعـــه مـتـســـربـلاً بــردائــه         ونحــرت الجـــذور وصـنـعــــت الـعـــطـــــورا

يـجــــزني إذا مــا رفــعـــــت عــقــيـرتــي         مـنـشـــداً صــائـحـــا فــي عـــالـــم المـعــمــورا

صــارخــاً مـتـضـرعـاً مـشـيحـاً بـوجـهــي         أرقـــــــــب الـــهـــــــدى الـــمــــــغـــــمـــــورا

ويحــي وويـح بني الأيـام فـي كـل شـــعـب         مــــــــــــن  زمـــــــــــانـــنـــا  الــــغــــــــدورا

لهـف نـفـســي عـلى الخـلان فـي كــل ربـع        يـتـســــــامـــــــــرون ضــحـــــىً وبـــكـــــــورا

لهــف نـفـســي عـلى الخــلِّ الوفـي إذا نـأي        وطــــــــوى مـعــــــه الأحــــزان والـســـــرورا

لـهـــــف نـفـســـــي عـلــى الـنـفـس الأبـيـة        إذا دهــــــاهـــــــــا الــمــــقـت وذابـت فـــــتـورا

وتـســاقـطــــت أجـزاؤهــــا بـعـيـداً بـعـيـداً        فــــي مـــــــوأدة الأســـــــــــتـار والــقــــــبــورا

أيـتـهــا النفـس الكـريمــة مـــاذا دهـــاك ؟؟        ألـيـس فـــــــــــــي الــــــــــورى مـــــن يــثــورا

ألـم يكـن فــي البرية نـفـــر هــدُّوا الجـــبال        وهــــبـوا الجــــــمــــال، ركـــبـوا الـبـحـــــــورا

عـبد الرحـمـن أيها الألـمعي صديق الرجال        حـــــــبــيـب الجـــــــمــــــال درع الـكــــهـــــولا

مـا أنجـبـتك في الســودان أرض بعـيـنهــــا        فـــأنـت مـتـنـازع بـيـن الــبـدو والحــضـــــــورا

نبا بك المـكــان ولم تـنـبُ بـك العــزمــــات        كـــريم الأحـســاب والأنـســاب رجــل الـبـطـولا

غـــرِّدي بغــاث الطــير ودقــي الطــــــبولا       بـيـضـي واصـفـري هــــا قــد عـــــــم الـذهــولا

هُـبِّي أيتهـا الجوارح واهجـري الأوكار في        الأعـالـي، واعــبـري العـالـم عــرضـاً وطــــولا

نـبـهــي كــنار الغــاب والاطـــيـار طـــــرَّاً        خــــبـري صــادحــــات الـربـى والـحــــقـــــولا

أن تكف عن الشدو توَّاً وتبث الأحزان حرَّى       فــــلـــيـل الــــمـــــــــــؤرق لـــــن يــــطـــــولا

كـنت فـينا العـقـل والحجـا فـفـراقـك أحـزننا        واحــــــــــــــــــال الــنـــضــــــــار ذبـــــــــولا

أثار كوامـن الآهـات فأطـل غــراب الـنحـــ         ـس وصـــــار الــقـــــــــلــب مــــــــــــتــبــولا

فـــارقــت دارنــا فـي مـوســــم الـهــطـــول        والــــــــــــزرع قــــــــائـم الـشـــــبـر طـــــولا

مــالي لا أراك تحــمــل الـدفـــاتـر والمـفـــا        تـــيـح تـتـهـــــاوى تـقــــتـحـــــم الـفـصــــــولا

غـــاب صـوتك المـجــلــجــل يـدق أســـتار         الـلـــبـنــــــــــــــات  دق  الــطــــــــــــــبــــولا

وانـقــطـــع الســـائرون مـــن الـطـــــــلاب        عـــن ديـــارك فــــي الــغــــداة والأفـــــــــــولا

ولـســـــان حـــالــهـــــم يـقـــــول أيـن الأخ        الكـــريم والأب الــرحــيـم رمـــــز الـفـحــــولا

فالـحـيـطــان غـــرقــى فــــي احــزانـهـــــا        والدمــع سـجـام يصـنع مـن المـحــاجـــر فــولا

ولو نطـقـت لصاحـت واشــهــــدت العـالـــم        فـوقــــــف مـشــدوهــا يـرجـــو الــرســـــــولا

رســول العـلـم قـاهــــــر الظلـمـات كـلـهـــا        قاتل الجهـل غـارس الشجـر طـيب المحـصولا

يــا ســــمــاء مــا طـــاولــتـهـــا ســــــمـــاء       فــــلا حــول والمــنـتـأي واســع مــجــهــــــولا

يــا ضـــــيـاء شــــــع فــي الـبريـــة نـــورا        انار الغـياهــب، فــرق الدجــى وعــم السهــولا

فــالـرعـــشــــة التي احـــــدثـتـهـــا كــانـت        أدبـاً جـمـاً وسـلـســبـيـلاً وســــــيـلاً هـــطـــولا

أدام الله عـــــــــــــزك يـــــــــا ســـــــــيـدي       فهـو الـمـقـصـود والـرزَّاق الـواســع الغـفـــورا